صدق ترامب برغم أنه متهم بالكذب من أنصار هاريس وقد حدد بدقة العمر الافتراضي ل”إسرائيل” بسنة أو سنتين إذا انتصرت هاريس في الانتخابات الرئاسية.
نبوءة ترامب تتقاطع مع الروايات الإسرائيلية ومع استنتاجات المؤرخين اليهود وتطابق الساعة الرملية المعلقة في ساحة فلسطين بطهران والتي تؤشر إلى سنة ٢٠٢٥ وربما ليست مصادفة فحسب ،  مع جزم  مسؤول حماس في لبنان المجاهد علي بركة الذي راهن على أن تكون سنة ٢٠٢٤ سنة التحرير الكامل لفلسطين وكلامه يفهم أكثر إذا تذكرنا رسالة القائد السنوار عام ٢٠٢٢ عندما أنذر المستوطنين بإخلاء الضفة قبل ٢٠٢٣ وإلا لن يجدوا مكاناً لهم.
الروايات والساعة الرملية وكلام ترامب وتحذيرات قادة المقاومة تتطابق مع معطيات الواقع وحقائقه الملموسة والمعاشة وما حققته المقاومة في حرب الجولات وقد انتصرت فيها كلها وعلى مدى خمسة عقود متواصلة وتطابق مسارات الجاري في الحرب الوجودية والمصيرية التي ارتسمت ملامحها وستكون نتائجها آخر الحروب فالكيّ آخر الدواء.
“إسرائيل” ومعها أمريكا والعالم الأنجلو ساكسوني والنظام الرسمي العربي والإسلامي وسبات الشعوب واستكانتها كلها قاتلت وتقاتل مع “إسرائيل”  وبرغم أنهم بذلوا كلّ و أي من إمكاناتهم فقد عجزت “إسرائيل” لأحد عشر شهراً من احتلال غزة وتصفية حماس واستعادة أسراها بل أدمتها غزة وكسرت جيشها وكشفته على أعطابه وعجزه وسرعت من انفجار أزمات “إسرائيل” البنيوية والتكوينية وفرضت وحدة الساحات ووحّدت الجبهات وحققت إنجازات وتطورات استراتيجية وغير مسبوقة من قبل على مختلف الميادين والمسارح والجبهات.
وألزمت “إسرائيل” باستعجال حرب الضفة وتحويلها إلى مسرح حرب عاصفة تتهيأ فيها الضفة وال٤٨ والجليل والجولان لجولة فاصلة تصير فيها الضفة مفاتيح وبوابات التحرير الكامل و إزالة “إسرائيل” بهزيمتها في حربها التي أعلنتها وجودية.
أيام “إسرائيل” العادية باتت معدودة إذا انتصر ترامب أو انتصرت هاريس أو انفجرت أمريكا نفسها على أزماتها البنيوية والهيكلية ونفاد صلاحيات نظامها ونموذجها الاقتصادي المهدد بزلزال قبل أو بعد الانتخابات أيّاً كانت النتائج.
قالت العرب؛ خذوا الحكمة من أفواه المجانين ونؤكد القول خذوا الموعد من أفواه الكذابين .

١١/٩/٢٠٢٤

ميخائيل عوض – بيروت