أما وقد اتخذت إيران القرار بالرد فقد بات الأمر منذ لحظة اتخاذ القرار مسألة تحديد لحظة البدء بالرد .
أولاً: من المهم الإشارة إلى أن إيران كما في الرد السابق فقدت عنصر المفاجأة لسببين :
١- إلزامية إبلاغ البلدان التي سيكون مجالها الجوي من ضمن مسارات الصواريخ والمسيرات لتحاشي حصول حوادث اصطدام بين الصواريخ والمسيرات من جهة والطائرات المدنية من جهة أخرى ، ما يعني أن العالم كله سيعرف أن الرد الأيراني قد بدأ .
٢- تلعب المسافة التي تُقدر ب ١١٠٠ كلم تقريباً دوراً سلبياً بالنسبة لإيران حيث سيتم استعلام ورصد كل الأجسام الطائرة بعد انطلاقها بقليل وهو ما سيساعد أنظمة الدفاع الجوي المعادية على متابعة هذه الاجسام ضمن وقت طويل هو وقت مثالي يتيح لأنظمة الدفاع الجوي هوامش عمل إيجابية .
ثانياً : من المؤكد أن الرد سيكون على هدف أو أكثر في “تل أبيب” حتى يكون متماثلاً ومتناسباً .
ثالثاً: من المؤكد أن الأهداف ستكون عسكرية واستخباراتية خالصة ولن تكون على أهداف مدنية أو في البنية التحتية .
رابعاً : قد نكون أمام رد مشابه للرد السابق بما يرتبط بالوسائط القتالية المستخدمة في الرد لكن بعدد مضاعف أو حتى ثلاثة أضعاف لتتمكن الصواريخ من إصابة أهدافها .
خامساً : إذا استخدمت إيران عدداً من الصواريخ الفرط صوتية بشكل أكبر من الرد السابق وعدد مماثل من الصواريخ في المرة السابقة سنكون أمام إصابات مؤكدة لعدم قدرة وسائط الدفاع الجوي على التعامل مع الصواريخ الفرط صوتية خصوصاً صاروخ فتاح ٢ الذي تُقدر سرعته ب ١٥ ضعف سرعة الصوت .
سادساً : كما في المرة السابقة سيكون دور المسيّرات إشغال واستنزاف أنظمة الدفاع الجوي وسيكون دور الصواريخ المجنحة تنفيذ مناورات تضليل لأنظمة الرصد والدفاع الجوي .
سابعاً: لا أحد يعرف لحظة الصفر وهي حصراً بيد المرشد الأعلى في إيران .
عمر معربوني | باحث في الشؤون العسكرية والاستراتيجية – خريج الأكاديمية العسكرية السوفياتية .