العنجهية الصهيونية وصلت قمتها وطال أمدها، لكن قهوتي ليست باردة !
عدوٌّ صهيونيٌّ يستهدفنا في لبنان وغزة دون رد، ويتوسع في سوريا وجنوب لبنان، وينوي إنشاء بؤر استيطانية شمال غزة.
عملاءٌ يروجون لنظرية أنه لو لم تكن المقاومة في المنطقة لأصبح الوطن العربي المدينة الفاضلة، ولأصبحت شعوب منطقتنا أسعد شعوب العالم، على أساس أن الكيان الصهيوني الإرهابي التوسعي سيدعنا وشأننا، وبطبيعة الحال هذا عبث؛ فالكيان وُجد قبل المقاومة، والمقاومة رَدّة فعل على هذا الكيان.
ويرافق هذه المشاهد المذكورة أعلاه دمارٌ في غزة والجنوب اللبناني، وشهداء وجرحى وأسرى ونزوح وجوع وفقر، وبرد قارس جدًا. إنه قارس أكثر من برد القطب الجنوبي، وكيف لا، وبرد غزة مجبول بالفقر والجوع.
ويُضاف إلى هذه المشاهد إمبريالية قذرة تستهدف كل من يساند شعوبنا عالميًا كفنزويلا وإيران على سبيل المثال لا الحصر.
كم هي مؤلمة هذه المشاهد، وما لا يقل ألمًا ما نتج عنها من مهاترات هنا وهناك تريد أن تثبت نظريات العملاء التي تقول إن المقاومة عبث، وهي سبب الدمار والشهداء وعدم الاستقرار. ولحق العملاء أنصاف العملاء (الانهزاميون)، إذ يقولون إن المقاومة تريد التحرير لكنها تقارع المستحيل، فجلبت الدمار بسبب تهورها.
وشِئْنا أم أبينا، ولنكن صريحين، نتج عن بروباغندا العملاء وأذنابهم نوع من اليأس أصاب بعض الجماهير التي كانت متحمسة في بداية طوفان الأقصى، وخاصة الجماهير التي كانت تتعامل بمتابعتها للمعركة كأنها مباراة بين “ريال مدريد وبرشلونة”، مما أدخلها في دائرة “الخيانة الفكرية” التي حذر منها القائد القومي الكبير أنطوان سعادة.
ومن أبرز مشاهد هذه المرحلة مطالبات داخلية وإقليمية وعالمية بنزع سلاح المقاومة والقضاء عليها. فلا يحق للمقاومة الدفاع عنا كما يحق لإقليم كردستان ولجبل الدروز الدفاع والتسلح لحماية “الوطن الكردي” و”الوطن الدرزي” من إرهابٍ صنعه المطالبون بنزع سلاح المقاومة تكريسًا لتقسيم سوريا، إذ إن تقسيمها هو صلب المؤامرة.
لم يذكر تاريخ صراعنا مع هذا العدو الكولونيالي التوسعي أنه انسحب من مترٍ واحدٍ من أرض احتلها دون مقاومة، وما نتج عن “أوسلو” أكبرُ دليل على ذلك؛ فالمقاومة هي الوحيدة القادرة على تحرير الأوطان، وهذا بديهي، فما نتج عنها في جنوب لبنان عندما تحرر عام 2000 أكبر دليل؛ إذ حُرر جنوب لبنان بعد 18 عامًا من المقاومة، ولم تُرجع “أوسلو” سنتيمترًا واحدًا بربع قرن.
وبالعودة إلى مشاهد المرحلة الحالية مما ذكرنا وما لم نذكر، ورغم أنه لا شيء فيها يدعو للتفاؤل، إلا أن من يتعمق بدراسة فكر حركات التحرر يدرك أن المقاومة لم تنتهِ، وها هي ما زالت مشتبكةً في الضفة وتلملم جرحها بمناطق أخرى. ونقول لكل حر وشريف في هذه الأمة: إن المقاومة قادمة وبقوة، فقط انتظر… لا، بل لا تنتظر؛ فلتكن أنت المنتظَر.
أبو الأمير _ القدس
