صرّح السفير الأميركي ميشال عيسى من أصل لبناني بأن الكيان الصهيوني (إسرائيل) لا يربط بين عملياته والمفاوضات، وهذه الصراحة تسقط كل من راهن ويراهن على المفاوضات بين بيروت وتل أبيب من خلال لجنة الميكانيزم التي أثبتت فشلها في وقف إطلاق النار الذي التزم به لبنان منذ ٢٧ نوفمبر ٢٠٢٤ ولم تطلق رصاصة واحدة من لبنان، لكن العدو تمادى في الخرق وارتكب جرائم إرهابية بحق لبنان واللبنانيين وتعدى على سيادة واستقلال لبنان من دون أي رادع سياسي أو ضمانات دولية أو إقليمية…!

يعتبر هذا التصريح من حيث التوقيت رسالة واضحة لكل من يراهن، أياً يكن موقعه الرسمي أو السياسي أو الحزبي، بالإضافة إلى المحلل والاعلامي، أن المفاوضات ستلجم العمليات العسكرية الإرهابية تجاه لبنان، هو واهم واهم، وأن وظيفة الخرق والقتل والتعدي تكمن بفرض املاءات على المفاوض المدني رغم شهادات حسن السلوك والخبرة والعصامية وامتلاك الحكمة والحنكة في حفظ حقوق لبنان والوصول إلى بر الأمان وانسحاب العدو من الأراضي اللبنانية المحتلة وعودة الأهالي إلى قراهم وبلداتهم وتقديم المساعدات للإعمار…!

ينهض مما تقدم، أن السفير الأميركي أراد من تصريحه إفهام الحكومة اللبنانية ورئيس الجمهورية ألا يذهبا بعيداً في التفاؤل، فمطرقة العدو مستمرة ومتمادية في ضرباتها ولا علاقة لها بالمفاوضات لجهة وقف إطلاق النار، بل هي وسيلة لمزيد من التنازلات ومحو تاريخ إسقاط ١٧ أيار ١٩٨٣ الذي يراد إحياؤه بالقوة تحت عنوان المفاوضات وعليكم الإذعان وكسب الوقت، ولا حاجة للأخذ والرد، والقطار الإبراهيمي من ركب به نجا ومن تخلف فعليه الرحمة…!

وعليه تثار تساؤلات عدة منها:

١- لماذا صرح السفير الأميركي عقب الجلسة الأولى من المفاوضات؟

٢- ما هي ردة فعل الحكومة ورئيس الجمهورية ومن راهن على وقف إطلاق النار؟

٣- هل هذا التصريح بمثابة تحريض للعدو لمتابعة ضرباته ضد لبنان؟

٤- هل ما صرح به السفير هو رأي شخصي أم قرار الإدارة الأميركية وحكومة نتن ياهو؟

د. نزيه منصور