أم الحسنين الزايدي_اليمن
إن كل شخص في هذه الحياة يجعل في حياته قدوة ليستلهم منه الدروس والعبر لحياته ، فإن أختار القدوة الحسنة نجى وأن سلك طريق الفساد هلك ، ونحن النساء المسلمات كرمنا الله بأن جعل لنا خير قدوة وأعظم قدوة ، من قال عنها صلى الله عليه وآله أنها سيدة نساء العالمين من الأولين و الآخرين وصفها بهذا الوصف الكبير لم يأتي عبثًا، إنما من شخصيتها العظيمة التي كرمها الله بها والتي لو عرفتها المرأة المسلمة لما ضلت الطريق ومااصبحت ضحية لمكر الشيطان ومخططات الغرب الكافر.
فاطمة الزهراء عليها السلام شخصية لايستطيع أي شخص وصفها بالشكل المطلوب إنما نكتب حروف بسيطة لعلها تهدي بها قلبًا أو تصحح فكرًا أو ترد أحد إلى طريق الصواب وتخرجه من متاهات الحياة التي أبعدت الكثير عن الدين الأصيل وعن القدوة الراقية التي تصنع من المرأة انموذجًا عظيمًا يفتخر به الإسلام.إنها أقدس من أن تصفها حروف أو تتحدث عنها اللغات ، وهي أعظم من أن تختصر حياتها ومناقبها في مقالات وصحف ومجلدات بل هي التي يعجز كل الكُتاب أن يكتبوا ويفوها حقها.ولادتها طاهرة في أقدس بيت من أطهر أبوين، طفولتها نادرة تحت كنف خير النبيين وسيدهم ،زواجها من خير رجل في المسلمين بعد سيد المرسلين ،ذريتها هم سُبل النجاة للأمة وهم السفينة التي من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك، حياتها تواضع، زواجها مُيسر، تعاملها مع والدها كالأم الحنون (أم أبيها)،ومع زوجها خير من يجلي من قلب الأمير الهموم ، ومع أبنائها دروس وتربية الإيمان والرحمة والإيثار (الجار قبل الدار).
كانت الإبنة المطيعة والزوجة العظيمة والأم القدوة ،تحملت عناء الهجرة في سبيل الله جاهدت مع والدها بالاهتمام بالنساء بتوعيتهن والقاء المحاضرات لهن رغم كل المسؤوليات على عاتقها لم تتوقف للحظة، عاشت مع أمير المؤمنين عليه السلام خير عيشة لم تتذمر لوضعه ولم تشتكي قلة إمكانياته بل حتى زواجها به كان بالمهر البسيط الذي تريد منه أن يكون لكل بنات المسلمين حتى يبارك الله في زواجهن وحياتهن ، ترى أيوجد في زماننا هذا من ترضى بمهر الزهراء عليها السلام مبتغية بذلك الآخرة ؟…
أم أننا أصبحنا نتنافس في من يكون مهرها أعلى ومن يكون عُرسها أكبر ومن تكون تكاليف زواجها باذخه ومظاهر لافائده منها،نحن وللأسف الشديد أصبحنا مجتمعات همها المظاهر الزائفة والتكاليف الباهضة مهما كان الشخص الذي سترتبط به الفتاة المسلمة لم تعد بناتنا يلتفتن لصلاح وإيمان الرجل إنما لماله وللدنيا ومن هنا يُفتح باب الشيطان الذي ما أن تنتهي مراسم الزواج التي كلها ذنوب ومعاصي بمجالس الغناء والرقص وبذخ التكاليف التي لا داعي لها حتى يبدأ الشيطان بعمله وإظهار شخصية من ارتبطت به ومن هنا تبدأ المشاكل ويبدأ الجدال وتندم على أقدامها على الزواج وقد يصل الحال بالبعض إلى الإنفصال وذلك أن رجعنا إلى السبب الأساسي لوجدناه ماقبل الزواج وماقبل اختيار الزوج وما غُرس في نفسية البنت من قناعة أن كانت قناعة الزهراء عليها السلام بالزوج الصالح والمهر اليسير والزواج البسيط أو العكس وهذا يرجع لتربيتها وهو على عاتق والديها فهم من يجب عليهم شدها إلى قدوتها التي تنجيها وإبعادها عن كل ما يؤذي فطرتها السليمة ومايجعلها تنحرف وتبتعد عن نجاتها وآخرتها.
إن فاطمة الزهراء “عليها السلام” هي أعظم قدوة لكل مسلمة وقد سعى الغرب لتغييبها عن حياتنا ومناهجنا مُريدًا بذلك التفرد بالمرأة المسلمة وصنع قدوات لها على حسب أهوائهم وتظليلها وإبعادها عن نجاتها ومن واجبنا جميعًا إظهار حياة الزهراء “عليها السلام” بالشكل الذي ينجي بناتنا وأجيالنا من خُبث الأعداء ومكرهم بل من الأفضل وكرأي شخصي أتمنى لو ان هناك مادة تُدرس في المدارس من حياة الزهراء “عليها السلام”؛ لتربي أجيالاً قرآنية عصية على الأعداء متمسكه بالــقـدوة الــحــســنــة.
