تشهد محافظة طوباس منذ ساعات فجر اليوم الأربعاء عدوانًا واسعًا تشنه قوات الاحتلال، تخلّلته اقتحامات متتالية لمدينة طوباس وبلدات عقابا وطمون وقريتي تياسير ومخيم الفارعة، وسط انتشار كثيف لآليات الاحتلال، وعمليات اقتحامات واسعة للمنازل، وإجبار عائلات فلسطينية على الخروج منها وتحويلها إلى ثكنات عسكرية.

فيما قال محمود دراغمة رئيس بلدية طوباس لـ شبكة قُدس، إن قوات كبيرة من جيش الاحتلال الإسرائيلي تقتحم محافظة طوباس وتنتشر في كافة أنحائها، بالتزامن مع إطلاق النيران من قبل الطائرات الحربية الإسرائيلية. 

وفي مدينة طوباس حول الاحتلال نحو 5 منازل لثكنات عسكرية بالإضافة إلى نحو 10 في بلدة طمون، كما أغلقت قوات الاحتلال طرقا فرعية مؤدية لمدينة طوباس، وفق دراغمة.

وأشار إلى أن “الارتباط أبلغنا أن العملية العسكرية في طوباس قد تستمر لعدة أيام، وهناك شلل في الحركة في المدينة وتم الإعلان عن فرض حظر التجول حتى إشعار آخر “.

وقال رئيس بلدية طمون سمير بشارات لـ شبكة قُدس، إن قوات كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت بلدة طمون من جميع المداخل والجهات.

وأضاف أن طيران الاحتلال قام بإطلاق النار صوب الأهالي والأحياء السكنية، وتم تحويل أكثر من 10 منازل إلى ثكنات عسكرية موزعات على أكثر من حي في البلد.

وأشار بشارات كذلك إلى أن الاحتلال خرب بشكل متعمد الطريق الواصل بين طمون وعاطوف بالكامل ، بالإضافة إلى قطع خطوط مياه الشرب والزراعية وإغلاق المداخل بالكامل بين طمون وطوباس وطمون والفارعة، وكذلك إغلاق بعض الأحياء السكنية وفصلها عن بعضها البعض. 

كما عملت قوات الاحتلال على تجريف كافة الأراضي الزراعية في محيط الشارع الواصل بين طمون وعاطو وتم تدمير الشارع بالكامل، مشيرا إلى أنه أبلغ عن حالة اعتقال واحدة (حتى الساعة 9:30) لأسير محرر تزامنا مع اقتحامات لعدد كبير من المنازل.

فيما أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني، أن “طواقمنا في طوباس تتعامل مع حالة اعتداء بالضرب المبرح  على شاب من قبل جيش الاحتلال في بلدة طمون وذلك خلال الاقتحام لمحافظة طوباس جاري النقل إلى المستشفى”

وبحسب مصادر محلية، اقتحمت قوات الاحتلال مدينة طوباس في وقت متأخر الليلة الماضية، قبل أن تتوسع الاقتحامات بعد منتصف الليل لتشمل اقتحام عدد من المنازل والمحلات التجارية.

 وخلال الاقتحام، أجبرت قوات الاحتلال عائلة فلسطينية على مغادرة منزلها بالقوة، في وقت واصلت فيه الجيبات العسكرية عمليات الاقتحام والتنقل داخل الأحياء.

ووسّعت قوات الاحتلال عملياتها لتشمل بلدة عقابا شمال طوباس، حيث أطلقت قنابل الغاز في عدة مناطق داخل المدينة. وبعد ذلك بدقائق، عادت قوات الاحتلال لاقتحام أحد المنازل في طوباس، في ظل استمرار حصار الأحياء السكنية.

كما دفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية كبيرة تجاه مدينة طوباس، وبدأت بتحويل عدد من المنازل إلى ثكنات عسكرية، تزامنًا مع مداهمات جديدة لمنازل ومحلات تجارية. وانتشرت قوات الاحتلال بشكل واسع داخل أحياء المدينة، وسط حالة من التوتر والقلق بين الأهالي.

كما اقتحمت قوات الاحتلال قرية تياسير شرق طوباس، واقتحمت عددًا من منازل المواطنين، قبل أن تعود إلى المدينة وتواصل حملة المداهمات والاقتحامات.

ولاحقا، وسّعت قوات الاحتلال عملياتها لتشمل بلدة طمون جنوب طوباس، واقتحمت عدداً من المنازل في بلدة عقابا من جديد. وأجبرت قوات الاحتلال عائلات أخرى على الخروج من منازلها في طمون، واتخذت المنازل ثكنات عسكرية، في تكرار للانتهاكات التي شهدتها المدينة خلال ساعات الليل.

وفي تطور خطير، أفادت مصادر محلية، بإطلاق طيران الأباتشي لنيران رشاشاته في أجواء مدينة طوباس، بالتزامن مع استمرار اقتحامات المنازل وتحويل عدد منها إلى نقاط عسكرية في طوباس وبلدتي عقابا وطمون.

كما أغلقت قوات الاحتلال عددًا من الطرق في بلدة عقابا بواسطة السواتر الترابية، في محاولة لعزل الأحياء عن بعضها ومنع حركة الأهالي. وانتشرت قوة مشاة من جيش الاحتلال داخل بلدة طمون، وسط فرض حظر تجوال غير معلن ومنع السكان من التنقل.

وصباحا، اقتحمت قوات الاحتلال مخيم الفارعة جنوب طوباس، وانتشرت آلياتها العسكرية في محيط المخيم، وسط عمليات تمشيط واسعة.

وفي وقت لاحق، شرعت جرافة عسكرية تابعة للاحتلال بعمليات تجريف في بلدة طمون، بالتزامن مع إغلاق أحد الشوارع المحيطة بالمستشفى التركي في مدينة طوباس عند الساعة 8:24 صباحًا.

ولا تزال قوات الاحتلال تواصل عدوانها على طوباس وبلدات المحافظة، وسط خشية فلسطينية من توسع الاقتحامات وارتفاع وتيرة الانتهاكات بحق الأهالي وممتلكاتهم.