غزة: بين أنياب الذئاب .
خولة لطف الموشكي
غزة، بوصلة الضمير الإنساني، وميزان القيم الأخلاقية، إنها قصة صمود أسطوري، تُروى فصولها بدماء الشهداء وعزيمة الأبطال.
فعندما انعدم الخوف من الخالق، وساد الخوف من المخلوقين. تُركت غزة هاشم وحيدة، فريسةً بين أنياب قطعان الذئاب،ذئابٌ متعطشة للدماء منزوعة الكرامة والرحمة لا تخشى غضب الله وجبروته، بل ترتعد فرائصها من سخط أمريكا و”إسرائيل” وأذنابهما. هذا الخوف المذل هو ما دفع من يدّعون العروبة والإسلام إلى التخلي عن غزة، تاركين إياها تواجه مصيرها بلا رحمة، لا يرحمون دموعًا ولا آهاتٍ ولا صرخات أطفالها ونسائها المستضعفين والمظلومين.
لقد استُبدلت الهوية العربية الأصيلة بهوية عبرية صهيونية خسيسة في قلوب من يدّعون الإسلام، فلا يحملون منه إلا اسمه. دولٌ عربية وإسلامية، لكن أفعالها تناقض كل مبادئ العروبة والإسلام. يسعون لنزع الحق من أصحابه، وتقديمه قرابين لآلهتهم من الصهاينة واليهود. لا يتقنون شيئًا سوى إطلاق البيانات الخادعة في التنديد، ولا يفلحون إلا في إقامة الحفلات الراقصة والمهرجانات المحرمة، التي تتنافى مع ديننا الإسلامي وشريعتنا المحمدية الأصيلة.
غزة اليوم غريبة بين إخوة متوحشين تنعدم فيهم الإنسانية. يهدون أهلها الأكفان البيضاء، ويمنعون عنهم الزاد والماء، وكأنهم يريدون لهم الإبادة. بينما غزة لا تريد إلا أن تعيش حرة غير منكسرة، بعكس حال الحكومات العربية المتصهينة. يشاهدون أهلها يموتون بالآلاف قصفًا وتجويعًا وإبادة، تُحرق خيامهم، وتسحق أجسادهم ومنازلهم ومستشفياتهم وكل ما هو موجود في غزة العزة، بصواريخ الغدر.
إنها جريمة العصر بحقك يا أسطورة الصبر يا غزة. هنيئًا لشهدائك الأبرار الذين لا ننسى تضحياتهم وبذلهم وعطاءهم. ولا ننسى أنين جرحاها وأوجاعهم التي تدمي القلوب.
أما نحن، أهل اليمن، يمن الإيمان والأنصار، فنحن معكم في الشدة والرخاء، حتى النصر والتحرير لكل شبر في فلسطين الحبيبة. معكم في مسيرة العودة والصمود والجهاد المقدس.
