القطريون واستمرار التدخل في الشأن الليبي!
ميلاد عمر المزوغي
منذ ان تم تدويل الازمة الليبية بفعل الجامعة العربية ,وبعض الدول الاستعمارية التي ارتأت ضرورة التدخل لأجل فرض الهيمنة  على المنطقة صمن مشروع الشرق الاوسط الجديد ,المشروع الذي اجهز على المحاولات الجادة لتوحيد الامة,ومن ثم خلق سايكس بيكو جديد لتفتيت المفتت وتجزئة المجزأ والاستحواذ على خيرات المنطقة ولا زلنا نعاني تبعات التدخل رغم مرور 15 سنة.
القطريون ساهموا وبكل قوة في المشاركة لإسقاط النظام القائم عام 2011 ,بالأكيد تلك المساهمة ليست لأجل عيون الليبيين او لنقل لبعضهم بل لأجل ايجاد موطئ قدم بشان الاستحواذ على الغاز الليبي والتصرف به ,لذلك نرى ان من حق القطريون اليوم دعم مشروعاتهم الكبرى في ليبيا بعد ان قاموا خلال السنوات الماضية وعلى ارضهم باستضافة وتدريب وتمويل من يدعون مناهضتهم للنظام وهم في حقيقة الامر, العمل لصالح قوى اجنبية لجني مكاسب شخصية.
مؤخرا اعلنت الأمم المتحدة بانها وقعت اتفاقا مع الحكومة القطرية لتمويل مشروع  دعم الحوار السياسي المهيكل وتعزيز المشاركة المدنية, الإعلان اثار استياء العديد من الافرقاء بشان التدخل الخارجي في الشأن السياسي الليبي, أيضا مدى جدية البعثة في ايجاد حل للازمة المستفحلة ,ويرى الكثيرون انه لا لزوم للتمويل الخارجي الذي سينعكس سلبا على سير العملية السياسية, وان ليبيا لديها الاموال الكافية والتي من شانها ان تستغل بشفافية وتحت رقابة دولية شديدة لجمع الافرقاء الليبيين لأجل الخروج من الازمة  عبر انتخابات رئاسية وبرلمانية تجرى وفق ضوابط محددة وانهاء الفترات الانتقالية التي اثقلت كاهل المواطن, وجعلت البلد في مقدمة الدول التي تعاني الفساد وانعدام مختلف الخدمات.
وبشان قطر ومساعدتها لنا ,لا زالت كلمات الشيخ الجليل ومفتي الديار الليبية/ الصادق الغرياني عالقة في اذهاننا .. (من لم يشكر قطر فهو كلب),كلمات لا تخرج من لدن شيخ دين بل ويتقلد منصب رفيع, وللأسف مساهم وبفاعلية في الفتنة بين ابناء الوطن ويغلب طرفا على اخر,الغالبية لم تعد تنظر اليه كشيخ دين بل كطرف سياسي في الصراع المحتدم.
الخوف المشروع من ان التمويل القطري” 15 مليون دولار” قد يكون أداة للتأثير على القرار السياسي الليبي. فتغيير شكل التدخل لا يعني تغيير الهدف. وأن أي تمويل خارجي يمثل خرقًا للسيادة الوطنية. خاصة اذا استحضرنا الرشاوى التي حدثت بمؤتمر جنيف والتي اعترفت بها ستيفاني وليامز,اما عن نتائج التحقيق فإنها لاتزال طي الكتمان, والذي اتى بهذه الحكومة ومجلسها الرئاسي وتعتبر. أسوأ حكومة. حيث  تمت احالة غالبية مسؤوليها الى القضاء. 
 ولا يفوتنا في هذا المقام ان نهمس في اذان البعض الذين ابدوا امتعاضهم من المساهمة القطرية ا لستم انتم من دعوتم قطر و”غيرها “للتدخل في 2011 ,ولا تزال تدعم بعضكم  بعد ان تفرقتم شيعا واحزابا بين الدول المتدخلة لأجل مصالحكم, ام تراكم  في ذاك الوقت كنتم قصر وفاقدي اهلية واليوم مشاء الله كبرتوا وعقلتوا….مزيدا من التحرر.