بيان سياسي صادر عن اللجنة التنفيذية للجبهة العربية التقدمية
عقدت اللجنة التنفيذية للجبهة العربية التقدمية اجتماعاً افتراضياً يوم الأربعاء الموافق 19/11/2025 تدارست فيه شؤون الجبهة وتطورات عملها.
وتوقفت اللجنة التنفيذية للجبهة أمام المستجدات السياسية الخطيرة الآتية:
1) قرار مجلس الأمن رقم 2803 بشأن غزة: يضع ذلك القرار قطاع غزة تحت وصاية دولية حتى نهاية سنة 2027، قابلة للتمديد. وتمثل تلك الوصاية صك انتداب جديد، يقوم عليه “مجلس سلام” يدير القطاع، وقوة عسكرية دولية تنزع سلاح المقاومة وتواجهها إلى جانب العدو الصهيوني.
يتبنى القرار 2803 أيضاً خطة ترامب لقطاع غزة، والتي تتضمن مشروعاً اقتصادياً وعقارياً ذا أبعادٍ إقليميةٍ لا يقتصر على غزة، هدفه تعزيز الهيمنة الأمريكية في المنطقة. وتظهر تصريحات ترامب قبل أشهر، ووثائق للجيش الأمريكي مسرّبة إعلامياً، أن هناك مشروعاً موازياً لتهجير الغزيين ودفعهم للمغادرة تحت وطأة استمرار الحصار الخانق ومنع إعادة إعمار ما يسمى “المنطقة الحمراء” في غزة، والخارجة عن سيطرة جيش الاحتلال الصهيوني و”قوة الاستقرار الدولية” التي ينشؤها القرار 2803.
تدين الجبهة العربية التقدمية القرار 2803 بصفته قراراً استعمارياً متصهيناً يمعن في تصفية القضية الفلسطينيية، وتدين خنوع الأنظمة العربية والمسلمة وتواطؤها مع ذلك القرار، وخصوصاً مع استمرار العدوان على غزة على الرغم من الإفراج عن الأسرى الصهاينة في القطاع، والتزام المقاومة بوقف إطلاق النار.
تؤكد الجبهة العربية التقدمية على أن قضية غزة هي قضية الصراع مع العدو الصهيوني وعدوانه ومشاريعه في كل مكان، فهي لا تؤخذ منفردة، ولا تختزل في مساحة غزة وحدها، بل هي قضية كل فلسطين، من النهر إلى البحر، وبالتالي قضية كل شرفاء العرب والمسلمين وأحرار العالم. وقد أصبحت مع القرار 2803 جبهة نشطة لمواجهة الهيمنة الأمريكية في المنطقة أيضاً.
نكرر، بهذه المناسبة، دعمنا للمقاومة ونهجها، وندعو الشارع العربي، على وجه الخصوص، إلى تفعيل حراكه دعماً لغزة ومقاوميها، وضد التطبيع مع العدو الصهيوني.
2) قصف الكيان الصهيوني ملعب كرة قدم في مخيم عين الحلوة جنوبي لبنان ليلة 18/11/2025: أسفر ذلك القصف عن ارتقاء 13 شهيداً وإصابة العشرات. وتأتي تلك المجزرة في سياق الانتهاكات الصهيونية المستمرة لوقف إطلاق النار المعلن في لبنان منذ عام، وفي سياق استباحة الأراضي اللبنانية جواً وبراً، على الرغم من التزام المقاومة في لبنان بوقف إطلاق النار. وهي مجزرة أخرى هدفها المحدد إرسال رسالة صهيونية، من خلال العقاب الجماعي لحواضن المقاومة، ضد من رفضوا تسليم سلاح المخيمات الفلسطينية بأن المطلوب منهم أن يخضعوا. لكنها رسالة تظهر، في المقابل، أهمية الحفاظ على سلاح المقاومة، في المخيمات وخارجها، في مواجهة التغول الصهيوني الذي أظهرت التجارب أن الطريقة الوحيدة لردعه هي المقاومة وسلاحها.
3) جولة نتنياهو وكبار المسؤولين الصهاينة جنوبي سورية يوم 19/11/2025: قام رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، يرافقه وزير الحرب إسرائيل كاتس، ووزير الخارجية جدعون ساعر، ورئيس هيئة الأركان أيال زامير، ورئيس جهاز “الشين بيت” ديفيد زيني، بجولة في بعض المناطق التي تمدد فيها الاحتلال الصهيوني جنوبي سورية بعد 8/12/2024. وهي جولة تأتي على خلفية الحديث عن “اتفاق أمني” من المزمع عقده مع دمشق. كما أنها تأتي على خلفية استمرار القصف الصهيوني وتمادي دوريات الاحتلال في الأراضي السورية.
إن هدف ذلك كله، في سورية كما في لبنان وفلسطين وغيرهما، هو تطبيع الانتهاكات الصهيونية اليومية باعتبارها “حقاً مشروعاً” للاحتلال بذريعة حماية أمنه استباقياً، وجعل تقبّل ذلك عربياً جزءاً من أي “وقف إطلاق نار” أو “اتفاق أمني” أو “معاهدة سلام”. ونتنياهو، بهذه الجولة، يرسل رسالة لجمهوره بأنه يعُدّ المناطق السورية المحتلة بعد 8/12/2024 جزءاً من “إسرائيل”، كالجولان تماماً، وبأن أي اتفاق أمني سيجري مع بقاء قوات الاحتلال فيها.
تؤكد الجبهة العربية التقدمية، في هذه المناسبة، على موقفها الرافض لكل أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني، من الدار البيضاء إلى المنامة، ومن دمشق إلى القاهرة، ومن الرياض إلى الخرطوم، وأن التطبيع لن ينقذ المطبعين من مشاريع التمدد والتفكيك التي باتت تناقش علناً، وعلى رأسها مشروع “إسرائيل الكبرى”.
اللجنة التنفيذية للجبهة العربية التقدمية
20/11/2025
