حين فاح العطر النتن… انفتح الممرّ الأسود وانطلقت الخطة الخبيثة”

تعطّر الشرع بعطرٍ أميركي علنيّ هذه المرة، بعد أن كان قد تعطّر به مسبقاً عندما كان الجولاني، ولكن خفاءً…

وبينما العالم منشغلٌ في نقل تفاصيل هذه الزيارة، قلّة من وسائل الإعلام ذكرت أن هذا العطر فاح حشداً من (إسرائيل) نحو جنوب لبنان، وحشداً آخر نحو شمال شرق لبنان، إضافةً إلى الحشد الثالث على الحدود العراقية ـ السورية.

النوايا معروفة منذ اندلاع ما سُمّي بـ”الثورة السورية”، لكن يبدو أن وقت التنفيذ قد حان؛ ففي زيارة الشرع اللّاشرعي إلى البيت الأبيض ذي الخطط السوداء، أُعلن عن انضمام سوريا إلى حلف “محاربة داعش”!
المدرسة المنبثقة من القاعدة، والتي انسلخت عنها هيئة تحرير الشام التي يترأسها الجولاني، فــمَن سيحارب مَن؟

يبدو أن الدم الذي سيسفك في سوريا في المرحلة المقبلة هو دمٌ سنّي، ثم سيتفرّع إلى صراع سنّي ـ شيعي على الحدود.
هل لاحظتم شيئاً من دهاء معاوية؟

وفي هذه الأثناء، من المحتمل أن تتحرك قوات الاحتلال (الإسرائيلي) في شمال فلسطين المحتلة نحو الجنوب اللبناني، فالهدف هو الضغط على المقاومة من جهتين معاً: جنوباً وشمالاً شرقاً.
طبعاً ليس في الوقت القريب جداً، لأن معركة تصفية الفصائل “الجهادية السنّية” ستأخذ وقتها.

جاء الحشد (الإسرائيلي) قبل زيارة الشرع إلى واشنطن بأيام، والحال نفسه ينطبق على الحدود السورية – اللبنانية بحجة ضبط المعابر غير الشرعية.

الهدف واضح: جعل شعوب المنطقة تعترف بعجزها وتصرخ بأنها لم تعد تريد قتالاً، وبذلك يتحقق حلم “إسرائيل الكبرى” وتنفيذ ممر داوود.

فعلياً، الشرع لم يجلس أمام ترامب فحسب، بل نقل سوريا من الشرق إلى الغرب، وهذا ما كان حزب الله وحلفاؤه يمنعونه سابقاً.
فهل هذا الغرب الأميركي يأبه لحال الشعب السوري؟
وهو نفسه من دعم إبادة غزة، وهو نفسه من يعبث في السودان والعراق، وقصف قطر واليمن!
فهل من عاقل يعي المشهد؟

الشرع قرّر أن يمضي في تقسيم سوريا طمعاً بحكم “الدويلة السنّية” فيها، والتبرير: لن نستطيع الوقوف في وجه أميركا وأنا البطل الذي حمى وجودكم كطائفة.

تجدر الإشارة إلى أنّ موقع “ليبانون ديبايت” نقل عن “الميادين” أن الجيش اللبناني تصدّى لمجموعات مسلّحة تسلّلت شمالاً.
فماذا تخبّئ الأيام المقبلة؟

هم يخططون… والمقاومة أيضاً.
والأكيد أننا داخل حربٍ مفتوحة لها أقنعتها وجولاتها، ومن يظن أنها توقّفت ليس سوى ساذج صدّق ترامب ومن يمثّل، بدليل الانتهاكات في لبنان وسوريا وغزة.

المشهد يتقدّم نحو مواجهة محسومة المسار… والأيام وحدها ستكشف أيّ طرف أخطأ قراءة اللحظة.

فاتنة علي_لبنان

المصادر:

Israeli Military Drill on the Border: ‘The War with Lebanon Is Not Over’ https://english.aawsat.com/node/5199266

Syrian Military Launches Security Operation on Lebanese Border Amid Rising Tensions