في غرف العمليات العسكرية في الحروب يجتمع القادة والجنرالات ليناقشوا سبل الدفاع عن مواقعهم عندما يتوقعون هجوما من العدو .. ويكلف رئيس الاركان ان يفكر كعدو وان يضع خطة لاقتحام مواقع الجيش .. أي عليه ان يفكر كما يفكر العدو ..
أنا لو كنت قادرا على زرع جاسوس في رئاسة الوزراء الاسرائيلية بدل بنيامين نتنياهو .. فسأكلف هذا العميل بما يلي: تفكيك الجيش الاسرائيلي … تدمير كل أسلحة وترسانة الجيش الاسرائيلي .. اطلاق فتنة بين السفارديم والاشكيناز والحاريديم .. ابرام اتفاق سلام مع العرب والتنازل عن القدس وجبل الهيكل والتراجع والهبوط عن مرتفعات عن الجولان والضفة الغربية .. وتسهيل الهجرة وتشجيع السكان على المغادرة لافراغ المنطقة من سكانها الاسرائيليين ..
اليوم تعالوا نجتمع في غرفة عمليات ونسأل انفسنا سؤالا عكسيا مفاده: ماذا سيفعل العددو الاسرائيلي اذا ماتمكن من زراعة جاسوس في سدة الحكم في سورية .. وكيف سيتصرف هذا الرئيس الجاسوس الذي تديره محطة الاستخبارات في تل أبيب ؟
السؤال المشروع سيفضي الى النتائج التالية: تفكيك الجيش السوري .. تفكيك كل منظومات الأمن والاستقرار الاجتماعي في سورية .. تدمير كل عتاد الجيش السوري .. تفكيك بنية المجتمع السوري باطلاق مجازر ضد الجميع لخلق شرخ نفسي واجتماعي عنيفين يفضي لاى انفصال المكونات السورية .. ابرام اتفاق سلام ما اسرائيل .. والسماح لاسرائيل بالتواجد العسكري والامني في كل سورية وخاصة في الجنوب .. التخلي عن الجولان نهائيا والتخلي عن جبل الشيخ نهائيا .. افقار الشعب السوري لابقائه غير قادر على التفكير بمقاومة هذا الخراب وهذا الدمار .. ومن ثم افراغ المنطقة بالهجرة الطوعية بسبب تراجع مستويات المعيشة لافساح المجال للمستوطينين للحلول محل السكان خلال العقود القادمة ..
ان كل مايفعله الحكم الحالي في سورية والجولاني (الذي يلقب بأحمد الشرع) تدل على اننا أمام جاسوس محترف .. واننا امام اكبر عملية جاسوسية في التاريخ وأكبر عملية تضليل شارك فيها الجميع .. وخاصة عندما خرج روبرت فورد ليقول لنا انه اجتمع مع الجولاني الارهابي وأقنعه ان يعمل لصالح الامريكان ..
اعلان روبرت فورد والحديث عن تدخل جوناثان باول في عملية التدريب مع كلير حجاج هي عملية ذر الرماد في العيون .. فمن الغريب ان يقول روبرت فورد للناس انني التقيت بالجولاني وأقنعته ان يغير اتجاهه .. وصار العالم اليوم يردد مثل الببغاء هذا الكلام .. ويرى ان العبقرية هي في تغيير نهج ارهابي الى رجل دولة .. وهذا لاينسجم مع المنطق السليم .. بل ان المنطق التحليلي السليم يقول ان روبرت فورد والجوقة الانكليزية متورطة في عملية تضليل واخفاء للحقيقة وهي ان الرجل جاسوس خطير ومحمي بشدة .. فقصة الارهابي الذي أقنعوه ليكون مسالما وكيوت هي لابعاد الانظار عن حقيقة الرجل وهي أنه جاسوس لاينتمي للجنسية السورية .. فالغريب ان يظهر فورد ويقوم بهذه المسرحية السخيفة من أنه نقل رجلا من قاتل الى رجل سلام .. وكان من الغريب ان يكشف روبرت فورد هذا السر الذي يجب بالمنطق ان يكون محرجا للاسلاميين وللجولاني من أنه كان يتعامل مع الامريكيين سرا رغم انه في شعاراته ولقاءاته كان يهاجمهم ويهاجم الحكام العرب الذين يتعاملون مع الامريكان .. وكان هذا الوثوب من الامريكيين للحديث عن هذه العملية سببا في الشك في مصداقيتها .. فهي رواية لذر الرماد في العيون .. لأن المقصود من الرواية هي ان يقتنع الناس ان قصة الذئب (الارهابي) الذي صار ليلى (أحمد الشرع) هي الحقيقة .. كي يبعدوا الناس عن الاجابة على السؤال الذي بدأ الكثيرون يطرحونه عن هوية هذا الشخص الغامض .. وعن وثيقة ميلاده .. وتنقلاته الغامضة في صباه بين عدة دول.. والذي نسب لعائلة الشرع .. وبدأت هذه الاسئلة تفكك اللغز وتحدث ثقوبا في الرواية .. وتأخذ الاستنتاج المنطقي الى اتجاه واحد اجباري وهو ان هذا الرجل جاء من تل أبيب .. فسارع العقل الاستخباري الغربي الى اختراع قصة التعديل الوراثي .. تعديل السلوك وترويض الضبع .. وتمت التضحية بسمعته كاسلامي جهادي لأن انقاذه من انكشافه كجاسوس أهم ..
كل مايفعله هذا الجاسوس الخطير يزيد جدا من اليقين أنه جاسوس اسرائيلي .. وهناك حلقات مفقودة جدا عن ميلاده ونشـأته .. وعدم التشابه بينه وبين اخوته المزعومين وبين أبيه يزيد من الشبهات .. كما ان ظهور الاب زاد الامر شبهة لأنه كان يؤدي دور المحلل لا دور الاب .. ومن خلال معرفتي بهذه الشخصيات فانني لاأستبعد ان عملية استخبارتية معقدة جدا وصفقات دخلت في المشروع الاهم في عالم الجاسوسية تورط فيها هذا الرجل الذي ادعى الأبوة ..
وعندما وصل الجاسوس زاد اليقين من أنه جاسوس لأن كل أبواب العالم تفتح له .. وكأنه نتنياهو نفسه .. وتسقط عنه المحاكم كل الجرائم .. مثل نتنياهو .. ويعمل مجلس الامن في خدمته .. لأن عملية التخلص من سورية تستدعي ان يتدخل مجلس الامن بنفسه لاضفاء الشرعية عليه .. وسيدخل البيت الابيض .. وسيتبرع بأعضاء سورية الحيوية لاسرائيل وأميريكا .. القلب والكبد والرئتان .. كل شيء .. حتى أسنانها وشعرها وأظافرها .. ستنقل الى ملكيات أخرى .. عمل لايفعله الا الجواسيس ..
في بيتنا السوري جاسوس .. وكل من يدعمه يثبت حكم الجواسيس .. وأنا اتحدى اي شخص أن يظهر الدليل القاطع على انه ابن عائلة الشرع .. لاأثق الا بفحص (الدي ان اي) .. وأن يجري الفحص في مختبرات محايدة لاسلطة للموساد او السي أي ايه عليها .. وغير ذلك فانه جاسوس .. ابن جاسوس ..
نارام سرجون
