ملاحظات حول:”تقرير صحيفة “يسرائيل هيوم”: “قطيع متوحش وسقوط داخلي وصدمة وانهيار الثقة بالجيش”
كتب فراس ياغي
تقرير مهم، ويأخذ من مقولات مهمة لنخب اعلامية وسياسية، مثلا “شلومو بن عامي” الذي كان وزير خارجية سابق والذي فاوض الراحل “احمد قريع” في مفاوضات سرية حول الحل الدائم دون إنجازه بسبب ضغط “إيهود باراك” على الادارة الأمريكية مما أدى الى كامب ديفيد الثانية الفاشلة، يقول “إسرائيل تعيش ما بعد الصهيونية الكلاسيكية”
لاحظوا أن قصة تفكك الوحدة الداخلية يقابلها مفهوم القطيع المتوحش، وتفككها من الداخل يحولها الى ما اسماه نتنياهو “سوبر إسبارطة” و “أثينا”
إسرائيل الجديدة هي دولة تستخدم قدراتها المعرفية والتكنولوجية غير المسبوقة في تحويلها إلى “إسرائيل العضلاتية”، أي أنها تتحول الى دولة اكثر قوة عسكريا وإقتصاديا وبلا قيم ونوازع أخلاقية
إسرائيل “العضلاتية” لا يمكن تحقيق اي سلام معها ولا يمكن التوصل إلى حلول معها، وبالدعم الأمريكي “الترامبي” ستصبح خطرا على كل المنطقة، فمن يتعامل مع مواطنيه كما المدعية العسكرية التي هي جزء من نظام القتل والعنصرية ضد الفلسطيني بهذه الطريقة نتيجة عدم قدرتها على تحمل عبء ضميري بسبب حدث الإغتصاب للاسرى رغم تحملها أعباء ضميرية فيها قتل، يشير إلى طببعة مستقبل هذا المجتمع
مجتمع متوحد ضد الفلسطينيين والعرب، مجتمع مجرم مستعد لتصفيات داخلية في سبيل وحدته الإجرامية
إسرائيل لا تتفكك من الداخل، بل إسرائيل تتغير من الداخل وتلفظ كل من يظهر أن لديه بقايا ضمير…إسرائيل تتحول إلى دولة فاشية من حيث بنيتها الداخلية المجتمعية وبنيتها العسكرية والإقتصادية…عشرة أعوام سيكون الإقتصاد في خدمة العسكراتية
معنى هذه التحولات تشير إلى أن منسوب الإجرام الفاشي سوف يزداد ويستمر وسيأخذ أبعاد أكثر عنفا حتى مما حدث ويحدث من إبادة وتطهير عرقي
اما من سينقذ إسرائيل من افعالها ويعطي شرعية لفاشيتها فهي أمريكا “ترامب” والرأسمالية المتوحشة ومعهم هذه الدول العربية والإسلامية الرجعية المتحالفة مع أمريكا ولا تستطيع ان تقول “لا” لسيدها ترامب
العرب انقذوا إسرائيل والإستعمار دائما، في تورة عام 1936 تدخل العرب لصالح بريطانيا وأجهضوا الثورة، وفي النكبة كانت حروبهم كما اسماها الراحل محمد حسنين هيكل “حرب جيوش وعروش” اكثر من كونها حرب ضد إسرائيل التي كانت تتشكل، ومن ثم حرب عام 1967، وخلق منظمة التحرير للتخلص من عبء تحمل المسؤولية، عدا عن دعم الإنقسام بين الحسيني والنشاشيبي الذي شكل كتائب الدفاع عن السلام بدعم عربي “كما يحدث الآن مع السلطة”
إن كل المؤامرات كان خلفها الأنظمة العربية الرجعية بطلب من الإستعمار، من قبل كانت بريطانيا، واليوم أمريكا وخطة ترامب الهادفة لوقف الطوفان الهادر ضد إسرائيل عالميا ولمساعدة اوروبا الغربية في التغلب على رأيها العام، وكل ذلك يحدث بأيدي عربية وموافقة فلسطينية، إن كانت هذه الموافقة رغما عن المقاومة بسبب الكارثة الإنسانية أو كونها جزء من المؤامرة على المقاومة بإسم إنقاذ ما تبقى
ختاما، لن تعطيهم إسرائيل الجديدة، القطيع المتوحش، شيئا، ولن يحصدوا سوى خيبات الأمل، لكنهم سيخضعون تحت عباءة “سوبر إسبارطة”، والفلسطيني سيبدأ من جديد في التحضير لمقاومة جديدة مستندة لما أنجزته مقاومة طوفان الأقصى

