أملُ السلامُ وشبحُ الحربَ الإقليمية
رقية حسين إسماعيل الدرب
تعيش المنطقة لحظةً فارقةً وحاسمة، حيث تدور مفاوضات دقيقة بين الرياض وصنعاء، تشكّل منعطفًا حقيقيًا في مسار الصراع الدائر منذ سنوات.
فالعالم يترقب ما ستؤول إليه هذه المحادثات، إما خارطة سلام تنقذ اليمن والمنطقة، أو انزلاق إلى حرب إقليمية شاملة لا تبقي ولا تذر.
إذا كُتب النجاح لهذه المفاوضات وتم التوصل إلى اتفاق رسمي يُوقّع فيه على خارطة طريق للسلام، فإن النتائج ستكون عظيمة على كل المستويات.لن يقتصر السلام على اليمن فحسب، بل سيمتد أثره الإيجابي إلى دول الإقليم والخليج والعالم، من خلال ضمان استقرار الملاحة الدولية، وخفض التوترات السياسية والعسكرية، وفتح الأبواب أمام التنمية والبناء بدلًا من الدمار والدم.
أما في حال فشل المفاوضات ووصولها إلى طريق مسدود، فإن البديل ليس مجرد صراع محدود، بل حرب طاحنة لا يمكن حصرها في جغرافيا اليمن والسعودية. ستكون حربًا إقليمية تشتعل فيها الجبهات وتتضرر فيها مصالح كبرى، وسيفقد العالم السيطرة على الملاحة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وهو ما ينذر بكارثة اقتصادية وأمنية عالمية.
ما يجب أن يفهمه الجميع أن هذه الحرب، إن وقعت، لن تكون نزهة ولن ينجو منها أحد. الأضرار ستطال الجميع، والدمار لن يستثني أحدًا، والمصالح الدولية ستتعرض لهزات كبيرة.
ومن المؤكد أن النصر سيكون حليف معسكر الحق، بينما ستتلقى قوى العدوان والاستكبار هزيمة مدوية ستُخلّد في التاريخ.
العالم اليوم أمام مفترق طرق إما أن ينحاز إلى صوت العقل والحوار، ويؤسس لسلام حقيقي، أو يغض الطرف عن فرصة تاريخية لتجنيب المنطقة والعالم كارثة كبرى.
والمطلوب الآن هو أن تُغلّب الحكمة على العناد، وأن تُترجم المفاوضات إلى نتائج ملموسة تحفظ دماء الشعوب وتصون كرامة الأوطان.
