في مثل هذا اليوم، شهدت العاصمة اليمنية صنعاء مراسم تشييع رئيس الأركان العامة الشهيد الفريق الركن محمد عبد الكريم الغماري، في ميدان السبعين وجامع الشعب، وسط حضور رسمي وشعبي واسع، فيما أُطلق عليه “يوم الوفاء لأهل الوفاء”.
وفي مثل هذا اليوم قبل أربعة عشر عامًا، ارتقى الفريق الركن أبو بكر يونس جابر، وزير الدفاع الليبي، خلال معركة رتل العز ضد قوات المعارضة المدعومة من حلف الناتو، إلى جانب رفاقه وعلى رأسهم العقيد معمر القذافي، الزعيم الليبي الراحل.
ويُعد كل من الغماري وأبو بكر يونس جابر من أندر القادة العسكريين العرب الذين استُشهدوا في الميدان خلال القرن الحادي والعشرين، وهو أمر لم يشهده العالم العربي إلا في القرن الماضي، عندما سقط الوزير السوري يوسف العظمة شهيدًا في معركة ميسلون يوم 24 تموز/يوليو 1920 في مواجهة قوات الاحتلال الفرنسي، وكذلك الفريق عبد المنعم رياض، رئيس أركان حرب الجيش المصري، الذي استُشهد في 9 آذار/مارس 1969 أثناء مواجهات مع قوات الاحتلال “الإسرائيلي” في سيناء.
ورغم اختلاف الأزمنة والميادين والأعداء، فإن ما جمع بين هؤلاء القادة هو الوفاء للميدان والشرف العسكري. ففي عالمٍ اعتاد أن يرى وزراء الدفاع وقادة الجيوش بعيدين عن خطوط النار، جسّد هؤلاء معنى التضحية والقيادة الحقيقية، وتركوا بصمة خالدة في الذاكرة العربية
ان استشهاد هؤلاء القادة يذكّر الأمة بأن القيادة ليست لقبًا ولا منصبًا، بل موقف وإيمان بقضية حتى اللحظة الأخيرة. لقد اختاروا أن يكونوا في الصفوف الأولى، مؤمنين بأن القائد الحقيقي لا يأمر جنوده من خلف المكاتب، بل يشاركهم الخطر والشهادة.
نذير محمد-تونس