أكد نائب الأمين العام للجيهة الشعبية الرفيق جميل مزهر أن الاحتلال قد فشل في تحقيق أهدافه، ويرى في «خطة ترامب» محاولة لتسييل الهزيمة عسكرياً في السياسة، داعياً لوحدة الموقف الفلسطيني ووقف العدوان.
وفي هذا السياق، ثمن الرفيق جميل مزهر في حديث لجريدة الأخبار اللبنانية موقف حركة «حماس» من المقترح الأميركي بوصفه «موقفاً مسؤولاً وحكيماً»، مؤكداً أن «الجبهة الشعبية» أرسلت «ملاحظاتها بكل صراحة ومسؤولية، وقد استجابت قيادة حماس لهذه الملاحظات باهتمام بالغ»، علماً أن موقف الحركة «تقاطع» مع موقف «الجبهة» في «العديد من النقاط الأساسية».
وشدّد الرفيق مزهر على أهمية أن يتحوّل هذا التنسيق إلى «تنسيق وطني شامل لجميع الفصائل والأطر الوطنية، بما يفضي إلى قرار فلسطيني موحّد ومستقل في القضايا الوطنية والسياسية الكبرى، بعيداً عن أي ابتزاز أو تدخّل خارجي».
وفي ذات السياق أكد الرفيق نائب الأمين العام جميل مزهر على رفض «الجبهة» أي وصاية دولية تقود إلى «ربط الإعمار بمزاج الاحتلال أو القوى الخارجية»، و«تؤدي إلى مزيد من الابتزاز وتعطيل هذين الملفين»، مؤكداً على أن الحل يكمن في «إدارة وطنية مؤقّتة بتوافق داخلي، تضمن كرامة غزة وتمنع فصلها عن الكيانية الفلسطينية، وتضع الإعمار وتحسين الأوضاع الإنسانية في مكانه الصحيح كحق لا يخضع للابتزاز أو الشروط الخارجية».
مؤكداً بأننا لا نطلب أو نسعى لحصص فصائلية، بل قبلنا مُسبقاً بابتعاد الفصائل عن هذا الملف، وتعاملنا بمرونة كاملة لتسهيل الوصول إلى حل فيه، مشيراً إلى أنه «في إطار الرعاية المصرية، توصّلنا إلى جهود لتشكيل لجنة إدارية مؤقّتة لقطاع غزة تتولى إدارة شؤون القطاع بشكل مستقلّ، تضم شخصيات تكنوقراط ومستقلّة وغير تابعة لأي فصيل سياسي، وتتم إدارتها بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية، إلى حين الوصول إلى توافق وطني شامل لترتيب البيت الفلسطيني، بما يشمل تشكيل حكومة وطنية موحّدة للضفة وغزة، مستدركاً بأن «أي محاولة لتقييد هذا الحق أو استغلاله ستكون مرفوضة بشكل كامل وستقابل بكل الوسائل الممكنة لضمان سيادة الشعب الفلسطيني والإرادة الفلسطينية».
وحول طبيعة التعاون بين الفصائل، أكد الرفيق مزهر وجود «تنسيق مستمر بين جميع الفصائل، سواء على المستوى الميداني داخل قطاع غزة أو في مناطق أخرى، وهو يشمل جميع مستويات التخطيط والاتصالات، من تبادل المعلومات الاستخباراتية إلى تنسيق العمليات الميدانية، بما يضمن مرونة الاستجابة لأي تطورات على الأرض»، موضحًا أن هذا التنسيق «لم يصل إلى الدرجة المتكاملة التي نصبو إليها جميعاً، وإن كانت الإرادة متوفّرة لذلك»، أمّا «غرفة العمليات المشتركة»، فقد باتت، بسبب تعقيدات المشهد الميداني وحجم الاستهداف الكبير الذي يطاول المدنيين والمقاتلين على حد سواء، «غير عملية وغير ظاهرة»، وذلك لصالح «تنسيق عملياتي ميداني بين كلّ الأذرع العسكرية، بما في ذلك كتائب الشهيد أبو علي مصطفى».
وفي ما يتعلّق بمستقبل القطاع، نبه الرفيق جميل مزهر إلى أن المرحلة المقبلة، على انفتاحها على احتمالاتٍ شتى، لا تخلو من «خطر الاستنزاف الطويل، وما يحمله من انعكاساتٍ سياسية واستراتيجية عميقة على كل الأطراف»، ومن هنا، تعي الجبهة الشعبية طبيعة هذا المنعطف التاريخي، وتؤكّد أننا سعينا وما زلنا وسنواصل السعي من أجل ألّا تُدفع قضيتنا إلى حافة الإنهاك، بل إلى أفق التحرّر، وهدفنا أن تُختتم هذه المواجهة بوقف شامل للعدوان، وانسحاب كامل من الأرض الفلسطينية، وكسر نهائي للحصار.
فيما قدم الرفيق تائب الأمين العام جميل مزهر في حديثه “للأخبار” اللبنانية، قراءةً نقدية للموقف العربي الرسمي، واصفاً إيّاه بأنه «هامشي» و«دون المستوى المطلوب» حتى الآن؛ إذ «لم يُحقّق بعد أيّ اختراقٍ حقيقي على صعيد حماية حقوق الشعب الفلسطيني أو وقف جرائم الاحتلال على حدوده وفي عمق المنطقة»، على الرغم من أنه «يمكن اعتبار الخطوات الأخيرة التي قامت بها «المجموعة العربية والإسلامية» للضغط على الإدارة الأميركية خطوةً مهمةً في سبيل تحقيق اختراقٍ سياسيٍّ يمكن البناء عليه مستقبلاً، أو استثماره في أي تطورات تخص الأوضاع في غزة وفلسطين».
وعن إمكانية خلق توازن مضاد في مواجهة المشروع الأميركي – الصهيوني، قال الرفيق جميل مزهر إن «ذلك ممكن عبر تضامن شعوب منطقتنا وإدراكها لمصيرها المشترك وما تواجهه من تهديدات»، معتبراً أنه «يمكن لهذا التوازن أن يقوم أولاً على إزالة أي أحقاد أو عداوات مصطنعة بين الدول العربية وإيران، وتعزيز كل أشكال الترابط التاريخي والوجداني والديني والقواسم المشتركة، كمقدّمة للوصول إلى تحالفات سياسية وأمنية ودفاع مشترك، وتوسيع دائرة الاشتباك السياسي والميداني مع المشروع الأميركي في المنطقة، بما يضمن تكامل أدوار القوى الرافضة للهيمنة الصهيونية والأميركية والغربية».