وطن: قام وفد يمثل الحراك الشعبي الفلسطيني المنخرط في الشبكة العالمية “كلنا غزة كلنا فلسطين” بزيارة إلى مقر الأمم المتحدة في مدينة رام الله حيث التقى بالسفير باسم الخالدي المستشار السياسي الخاص للمنظمة الدولية، وسلمه رسالة موجهة من قبل آلاف المضربين عن الطعام في أكثر من مائة وخمسين مدينة على امتداد العالم للأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش، وجاء في الرسالة التي تتزامن مع مرور 717 يوما على حرب الإبادة، أنه وفقا لكل تقارير المنظمات الأممية الموثوقة، وتقارير المنظمات المتخصصة، فإن دولة إسرائيل ارتكبت، وتواصل ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، حيث قتل منذ بداية الحرب أكثر من 65 ألف فلسطيني في قطاع غزة من بينهم نحو 20 ألف طفل على الأقل.
وطالبت المذكرة بأن يتم تطبيق القانون الدولي فورا بشفافية وصرامة، واتخاذ تدابير لحظر شحنات الأسلحة، وإجراءات لوقف المذبحة كأولوية إنسانية وحقوقية وردم الفجوة بين احترام القانون الدولي والإنساني ، والمصالح السياسية.
وشددت المذكرة على ضرورة اعتبار اسرائيل دولة مارقة وطردها من كافة مؤسسات الأمم المتحدة .واتخاذ قرار يلزم الدول الأعضاء بالمقاطعة الشاملة لإسرائيل، وتفعيل البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة لحماية الشعب الفلسطيني من الإبادة الجماعية.

وطالبت المذكرة باسم آلاف المضربين بوقف المذبحة فورا، وجاء فيها” آن للعالم أن ينتفض لغسل العار الذي لحق به جراء العجز والفشل، بحيث صار السؤال مشروعا عن مبرر وجود قانون لا يحترم، ومجلس لحفظ الأمن الدولي يتفرج على انتهاك كرامة الإنسان على مدى سنتين قتل فيهما عشرون ألف طفل بدم بارد في غزة، ومحاكم دولية لا تعمل وإن عملت تعطل وتهدد”
ودعت المذكرة إلى إعادة التصويت على العمل بالقرار 3379 الذي يصنف الصهيونية كحركة العنصرية، وقد جاءت كل وقائع هذه الحرب تؤكد حجم الخطأ الجسيم الذي ارتكبته الجمعية العامة عندما ألغت هذا القرار تملقا ونفاقا لكيان الاحتلال وأملا بأن يكون الإلغاء فرصة لتصحيح المسار، وها هي اليوم حرب الإبادة أكبر شاهد على الطبيعة العنصرية للصهيونية.
كما دعت المذكرة إلى تفعيل الجهود المبذولة ل “حوكمة” و”أخلقة” استخدامات التكنولوجيا وخصوصا الذكاء الصناعي بعد فضائح توظيف شركات عالمية كبرى لمنتجاتها في خدمة حرب الإبادة بحق شعب فلسطين في غزة، وضم الموقعون صوتهم إلى الحراك الذي يقوم به عدد من علماء التكنولوجيا طلبا لتنظيم عالمي يحرم الاستخدام الاجرامي لمنتجات التكنولوجيا، كما حدث في تفجيرات اجهزة البيجر في لبنان في مثل هذه الأيام من العام الماضي، وكما يحدث كل يوم مع عمليات القتل العشوائي وعلى الشبهة وفقا للاستخدامات الاجرامية للتكنولوجيا، التي لا يجب أن تبقى الشركات المتورطة منها في هذه الأعمال الاجرامية بمنأى عن المساءلة والمحاسبة والملاحقة.
وطالب الموقعون بإعادة الاعتبار لمكانة الأمم المتحدة في عيون البشرية التي سئمت بيانات القلق و الاستهجان والاستغراب وباتت تنتظر الأفعال بدلا من الأقوال، لتعيد ثقتها بالمنظمة التي افتتحت بيانها الأول بالقول “نحن شعوب العالم”.، منوهين إلى أن الجمعية العامة أمام فرصة أخيرة لتثبت أنها بيت الشعوب لا غطاءً للجناة.
يذكر أن مئات الناشطين في 9 مدن فلسطينية هي الخليل وبيت لحم ورام الله والبيرة، وأريحا، ونابلس وطولكرم وقلقيلية وجنين شاركوا في الإضراب عن الطعام
وشارك في تسليم المذكرة وفد ضم كلا من عمر عساف منسق العالم العربي في الشبكة، وجميلة عابد، وربى مسروجي، والدكتور نبيل علد الرازق، وفادي البرغوثي ونهاد أبو غوش الناطق باسم شبكة كلنا غزة كلنا في فلسطين الذي أكد أن نسخا من هذه المذكرة سوف تسلم بمختلف اللغات فيلا العواصم العربية والأوروبية والأميركيتين وعدد من الدول الآسيوية والأفريقية.
إلى ذلك شهد مركز الإضراب في مدينة البيرة سلسلة من زيارات التأييد والتضامن من بينها زيارة السيدة لويزا مورغانتيني النائبة السابقة لرئيس البرلمان الأوروبي، والأب عبد الله يوليو، ووفود أكاديمية وطلابية ونسائية متعددة، كما استمع المشاركون لرسائل تحية من باقي المدن من بينها رسالة المطران عطاالله حنا والناشطان ماهر الوحش من بيت لحم وعدنان الصباح من جنين.