بعدما كانت تتحدث المذيعة خديجة بن قنة عن عمليات رفح وجسر الكرامة واليمن، نقلت الشاشة إلى التحليل العسكري في استوديوهات “الجزيرة” مع الخبير العسكري اللواء “فايز الدويري”، الذي قام بالتعليق على عمليتي رفح وأم الرشراش فقط وتجنب الحديث عن عملية الفدائي الأردني البطل عبدالمطلب القيسي.

لماذا لم تحلل يا دويري؟! – الدويري لم يحلل ولن يحلل!

نحن لا ننكر أن تحليلات الدويري العسكرية بما يتعلق بمعركة غزة كانت جيدة وسلّطت الضوء بشكل كبير على بطولات المقاومة الفلسطينية في غزة، وكما لاقت إعجابًا واستحسانًا من المتابعين، لكن وفق مراقبين كان اللواء فايز الدويري دائما يخفف من أهمية جبهة لبنان بطريقة من الممكن أن تنطلي على المشاهد العادي ولكن لا تنطلي على الإعلاميين وغيرهم من المختصين،بالإضافة إلى كونه أيضًا كان لا يتطرق بالمطلق إلى العمليات البطولية التي نفذها نشامى الأردن.

وهنا وكأن قناة الجزيرة في سياستها تجسدت في هيئة شخص، وهذا الشخص هو الدويري، حيث يتشابه أسلوب الجزيرة مع أسلوب الدويري، في أنه يختلف عن أسلوب قناة العربية والحدث اللتين تعلنان العمالة بالمطلق، حيث إن الجزيرة لا تستطيع التخلي عن شريانها الذي هو دعم القضية الفلسطينية ومقاومتها أو بمعنى أصح الادعاء بذلك من أجل ذر الرماد في العيون وتمرير مخططها التآمري القائم على زعزعة مراكز استراتيجية في المنطقة تشكل بُعدًا وحاضنة للقضية الفلسطينية، إذ هي بذلك تطعن القضية الفلسطينية في الصميم دون أن يشعر المشاهد العادي، وبهذا يكون دورها أخطر من دور قناة العربية والحدث الصهيونيتين بالمطلق.

وبالعودة لسيادة اللواء، الذي كما ذكرنا يتبع نفس أسلوب الجزيرة، يكمن سبب دعم تحليلاته للمقاومة في غزة أو إظهاره لذلك وتقليله من شأن جبهات أخرى بطريقة غير مباشرة وتجنبه التعليق على أي عمل مقاوم ينفذه أبطال أردنيون، بأن دعمه للمقاومة في غزة غير ناتج عن خلفية تنحدر من أيديولوجيا تنتمي للمقاومة، إذ إن المتجذر ينتمي لكل عمل مقاوم دون استثناء، أما سيادة اللواء فهو عبدٌ لمرحلته المكبلة بسياسة النظام الأردني وسياسة قناة الجزيرة.

أبو الأمير ـ القدس