في الذكرى 43 لانطلاقة المقاومة الوطنية اللبنانية أقام الحزب الشيوعي اللبناني مهرجاناً تضامنياً لبنانياً عربياً دولياً اليوم الثلاثاء الموافق ١٦ أيلول ٢٠٢٥ بحضور حشود شعبية واسعة وجمهور من القوى وقادة الأحزاب اليسارية العربية والأوروبية والآسيوية وأميركا اللاتينية.

كلمة فلسطين والمقاومة والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ألقاها عضو المكتب السياسي للجبهة الرفيق مروان عبد العال ، جاء فيها : 

أيها الرفاق، والأصدقاء وأيها الأحرار، من قوى وأحزاب يسارية وتقدمية لبنانية وعربية ودولية 

نلتقي هنا للتضامن في ذكرى انطلاقة المقاومة الوطنية اللبنانية، نقف اليوم لا لنستعيد الماضي فحسب، بل لنقرأ الحاضر ونرسم المستقبل. بعد ان نمجد الأبطال الذين أطلقوا من بيروت شرارتها الأولى ضد الاحتلال الغاشم لعاصمة عربية، يومها لم تنتطلق “جمول” لتدافع عن شوارعها فقط، او عن صيدلية بسترس او منطقة في الحمرا ، بل كانت تؤسس ( لولادة وعي تحرري عربي جديد)

هذا الوعي الذي يترسخ فينا في فكرة وفعل المقاومة التي استمرّت وحررت وقاتلت وانتصرت وكنتم طليعتها وروادها وقادتها ، يقول هذا الوعي الجديد دون مواربة او التباس او تحوير يقول عندما يكون تحتل بلد عربي تصبح “المقاومة خيار الأمة العربية كلها “.

من غزة التي تستحق التحية والتي تتعرض للابادة المتوحشة بلا هوادة وتواجه هستيريا الصهيونية النازية، لكنها لم ولن تهزم ليس لان فيها مقاومة صلبة كالفولاذ ، بل لانها مقاومة الشعب الفلسطيني ، والشعب لا يهزم، ولأنها امتداد طبيعي للمقاومة العربية امتداد تاريخي لبطولة المقاومة اللبنانية وحملت رايتها من بيروت وصيدا والجنوب.

فالمقاومة الفلسطينية، تعيد انتاج المعادلة ذاتها: أن الشعوب لا تهزم ، مهما جُوّعت، ومهما حوصرت، قادرة أن تقهر أعتى ترسانة عسكرية، وأن تحوّل الابادة إلى ولادة جيدة و مقاومة جديدة. وما غزة اليوم إلا الامتداد الطبيعي لتلك التجربة التاريخية للمقاومة العربية ضد الاستعمار ، كما المقاومة اللبنانية تماماً التي قالت إن إرادة الشعوب هي السلاح الحاسم وان العدو يهدف الى نزع سلاح الارادة والانتصار والمقاومة.

رسالتها للعالم تخرج من تحت ركام. 

اولاً: انها تجوع وتعرى وتموت ولكنها لن تركع ! والسبب انها مقاومة لم تسقط من السماء ولم يخترعها فصيل ولم تعمل وفق اجندة أحد. انها من جذر مقاومة الامة للاستعمار القديم على امتداد الوطن العربي الكبير. لذلك هي تخوض معركة حريتكم وكرامتكم ومستقبلكم وتدافع عن بقاء أمة.

ثانياً: ان غزة اسقطت القناع عن وجه العدو الحقيقي الذي يقود الابادة من منظومة الإمبريالية والصهيونية وعن استراتيجيتها للقبض على المنطقة. انها صور الاستعمار يجدد نفسه، شرق اوسط اسرائيلي الحقيقية علينا ان نحدد هل نحن مع شرق أوسط اسرائيلي او شرق أوسط عربي حر؟ 

ثالثاً: إن العدوان على لبنان في الأمس، كما العدوان على غزة المستمر اليوم ويقارب السنتين، ليس حرب حدود، ولا على صفقة أسرى وتجزئة الحلول إلى منطقة “أ” و”ب” و”ج” على طريقة اتفاقات أوسلو، تجزئة للتفاوض كجزء من الحرب. لبنان وفي سوريا ، واليمن وقصف الدوحة انها مرحلية “النصر المطلق” الذي يحلم به. حسب ايديولوجية الصهيونية العابرة للحدود. لهدف فرض مشروع استعماري كامل: “إسرائيل الكبرى” مدعومة بحلف إمبريالي–صهيوني–رجعي يريد تحويل منطقتنا إلى سوق مفتوح وجدار حماية لمصالح الغرب. يقابلها قضية عربية كبرى، ومقاومة عربية شاملة. مشروع اسرائيل الكبرى يحتاج لمشروع قضية عربية كبرى، ومقاومة عربية كبرى وشاملة. 

رابعا: غزة ليست قضية فلسطينية فقط بل هي معيار عالمي لإعادة رسم معسكرات الحق والباطل في هذا العصر. لأنكم أدركتم ان المنظومة الاستعمارية العالمية لم تنتهِ مع سقوط الإمبراطوريات القديمة، بل اعادت تجديد نفسها. ون الإبادة ليست قراراً إسرائيلياً معزولاً، بل ثمرة منظومة كاملة: ثمرة سلاح أميركي وأوروبي، توحدت الأهداف الأمريكية الاسرائيلية بالكامل. إنها تعتمد الممارسة الاستعمارية بامتياز: قتل جماعي، حصار وتجويع، محو هوية وتجريف أرض.ولأن ذاكرة الاستعمار القديم لا تزال حيّة، ولأنها ترى ان فلسطين اختباراً للعدالة الإنسانية: والاعتراف المطلوب بالمسار التحرري الوطني الفلسطيني وان اسرائيل دولة كولونيالية وليست ديمقراطية والدولة الفلسطينية لا تقوم بالخطابات بل بالترجمة الفعلية على الارض. 

إمّا أن تكون مع المقاومة والتحرر، أو أن تنحاز إلى الاستعمار والإبادة.

وآخيراً: رسالتها لقوى اليسار والتقدم في العالم 

تريد من اليسار أن يستعيد لغته الجذرية: “أن يتحدى. من الذاكرة الاستعمارية و يقول إن ما يحدث في فلسطين ليس نزاعًا، بل استعمار استيطاني وإبادة ممنهجة، وأن يقف إلى جانب الحقيقة دون مساواة زائفة بين القاتل والضحية، لا حياد مع الإبادة.

فلنرفع الصوت اليوم لا تسويات ولا تجارة ولا مناقصة ولا ريفيرا ولا منتجعات ولا حلول على حساب فلسطين،

فلسطين ام البدايات وام النهايات 

ولا مستقبل “لإسرائيل الكبرى” ومشاريعها في منطقتنا،

المقاومة وجدت لتنتصر وستنتصر  

المجد لشهدائنا، والنصر آتٍ”.

signal-2025-09-16-21-45-55-900.jpg
signal-2025-09-16-21-45-44-070.jpg