منذ حقبة الاستعمار و الانتداب وما انبثق عنها من قيام هذا الكيان اللقيط، والشعب الفلسطيني يقاوم؛ لأن هذا الشعب العظيم لا يقبل أن يكون تابعًا، فهو صاحب وسيد هذه الأرض.
وعندما نتكلم عن الشعب الفلسطيني، نقصد بهذا الأربعة عشر مليون فلسطينيٍّ، الموزعين بين الداخل، والمحيط، و الشتات، حيث كان تهجير وتشتيت هذا الشعب جزءًا من خطة الاحتلال الصهيوني، فتم تقسيم الداخل إلى الضفة الغربية والقدس وغزة والداخل المحتل عام ١٩٤٨، عدا عن باقي أبناء شعبنا الموزعين في مخيمات اللجوء في سوريا ولبنان والأردن وباقي الدول العربية والعالم.
قد نجحت خطة الاحتلال الصهيوني، القديمة الجديدة، في تهجير أبناء الشعب الفلسطيني وتشتيتهم، وفصلهم جغرافيًا، لكنها فشلت في فصل الترابط بين أبناء فلسطين المؤمنين بأن مصيرهم واحد، ومستقبلهم واحد، وأن فلسطين من البحر إلى النهر،وأنهم حتماً عائدون،والكتابات على جدران أزقة المخيمات تشهد على ذلك.
ورغم مرور ٧٧ عامًا من المؤامرات والمحاولات لطمس الحقيقة و القضاء على القضية الفلسطينية، إلا أننا عندما ندخل إلى مخيمٍ فلسطينيٍّ، نشعر أن احتلال فلسطين قد حدث بالأمس، فشعلة الثورة لم ولن تنطفئ، وقضية فلسطين تبقى قضيةً حيّة لا تموت.
لا توجد طريقة نضالية أو فدائية – سواء أكانت شعبية أم عسكرية أم حتى احتجاجية – إلا وجرّبها هذا الشعب العظيم الذي لا يكلّ ولا يملّ من المقاومة في كل أماكن تواجده، في الداخل والخارج.
كيف لا وهو لا يستطيع استيعاب فكرة أن ثلة من الحثالة وشذاذ الآفاق والمرتزقة تحتل أرض العزة والكرامة، أرض الرسالات السماوية والأنبياء.
لو عدْتَ بالتاريخ مئة عامٍ إلى الوراء لوجدتَ هذا الشعب العظيم يقاوم، وخمسين عامًا أيضًا، ستجده يقاوم، وبالأمس قاومَ، والآن – وأنت تقرأ هذه الكلمات – هو يقاومُ، وغدًا سيقاوم. ولو طال احتلال فلسطين مليار سنةٍ أخرى، فسيقاوم ويقاوم وسيظلُّ يقاوم، إلى تنتصر قضية الحرية على أرض فلسطين والأرض العربية!
أبو الأمير-القدس
