منذ بداية احتلال فلسطين ونحن نشاهد الضفة الغربية، بما فيها القدس، تقاوم وترفض هذا الاحتلال الاستطيتاني الإحلالي، الذي لطالما توهّم أنه يسهل عليه طمسُ روح المقاومة في هذا المجتمع الذي يعيش في الضفة الغربية؛ كونه مجتمعٌ محاصرٌ وموزَّعٌ على شكل كونتونات تفصلها عن بعضها بؤر استيطانية، وحواجز و نقاط تفتيش بالإضافة إلى جدار الفصل العنصري، وهذه العوامل كلُّها حولت الضفة إلى منطقة محاصرة بالاحتلال، كسجون متلاصقة محاطة بحراسة أمنية مشددة، لكن شعب الضفة الغربية المقاوم خلق من هذا الواقع المرير وسيلةً للمقاومة فحاصر حصاره، وحوّل كل منطقة في الضفة الغربية إلى نقاط تماسٍ و اشتباكٍ.
وبطبيعة الحال تصاعد العمل المقاوم في الضفة الغربية بشكلٍ ملحوظ مع بداية طوفان الأقصى تلبيةً لنداء أبطال المقاومة في غزة، فشهدت الضفة الغربية وخاصة في شمالها العديد من العمليات النوعية و الاشتباكات المسلحة في المدن والقرى والمخيمات.
ونتيجةً لذلك كثّف هذا الاحتلال _الذي لا يحتاج مبررًا للإرهاب_من هجماته الإرهابية هو وأذنابه الطفيلية التي تتغذى على ما تبقى من فتات “أوسلو”، وزادت الاعتقالات والاغتيالات وهدم المنازل والاقتحامات والضرب والتنكيل والخطف والقصف وطرد الناس من منازلهم، وذلك في محاولةٍ لإيجاد حلّ لهذه المعضلة الأمنية.
ونتيجةً لهذه الهجمة الشرسة، سرعان ما ساد وهم النشوة أذهان الاحتلال وأذنابه، إذ ظنوا أن الحالة النضالية في الضفة الغربية قد تراجعت بشكل كبير.
لكن الأسد يمرض ولا يموت، والمقاومة لا تُهزم فهي عندما تتعرض لضربة ما؛ سرعان ما تعيد تشكيل نفسها، ولملمة جراحها كي تواصل طريق تحرير فلسطين من بحرها إلى نهرها.
وها هي مقاومة الضفة الغربية اليوم بعدما راهن الكثير من الانهزاميين والمنبطحين على تلاشيها، عادت لتضرب من جديد وتنفذ عمليات نوعية تكشف فشل هذه المنظومة الأمنية الصهيونية، إذ نفذت خلال الأيام القليلة الماضية العديد من العمليات، وكان أبرزها العمليات التالية:
– بتاريخ 8/9/2025 عملية إطلاق نار مزدوجة في راموت في القدس المحتلة.
نفذها الشهيدان محمد طه ومثنى عمر ، وأسفرت عن مقتل (7) مستوطنين وإصابة (40) آخرين
– بتاريخ 10/9/2025 عملية تفجير عبوة ناسفة غرب طولكرم.
تبنتها كتائب القسام وسرايا القدس، وأسفرت عن إصابة جنديين صهيونيين.
-بتاريخ 12/9/2025 عملية طعن في فندق “تسوفا” في القدس المحتلة.
أسفرت عن إصابة مستوطنين اثنين.
وبشكل عام شهد الأسبوع المنصرم تنفيذ (64) عملًا مقاومًا متنوعًا بين عمليات نوعية وشعبية،ويبدو أن هذه العمليات تشكّل مقدمة للكثير من المفاجآت التي تخبئها المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية، التي أعجزت العالم بقوتها وصلابتها، رغم مواجهتها لاحتلالٍ إرهابيٍّ مدعوم أمريكيا،وسيواصل في إرهابه لمحاولة ردعها،فعلى سبيل المثال، وليس الحصر، كانت ردة فعل الاحتلال على عملية غرب طولكرم تنفيذه لأكثر من ألف عملية اعتقال جماعية عشوائية خلال الساعات الماضية في طولكرم وحدها،هذا مثال من أمثلة كثيرة من الإرهاب الذي يمارس على أبناء شعبنا،لكن مهما استمر الاحتلال في إرهابه،لن ترضخ المقاومة.
سيواصل الاحتلال القتل والتدمير والاعتقال، وسيواصل الشعب الفلسطيني المقاومة والصمود والكفاح، حتى التحرير أو حتى يوم القيامة!
ونختم بقول الشهيد القائد الرفيق غسان كنفاني”إنها الثورة هكذا يقولون جميعاً، وأنت لا تستطيع أن تعرف معنى ذلك، إلا إذا كنت تعلّق على كتفك بندقية تستطيع أن تطلق، فإلى متى تنتظر؟”
أبو الأمير-القدس
