الدوحة تحت النار… يوم انكشفت الأقنعة
لم تكن ليلة الدوحة مجرّد حادث عابر، بل زلزالا هزّ أوهام الأمة.
طائرات العدو الصهيوني حلّقت فوق سماء قطر متجاوزة دولا عربية عدة، صواريخهم شقت قلب العاصمة القطرية وشقت معهها أوهام مايسمى “السلام” مع الكيان المغتصب، فيما كان الأميركي شريكاً كاملاً في التخطيط والتغطية.
وما بين الصمت الدفاعي المريب والدماء التي سالت، سقطت آخر أوهام الحماية الأميركية.
الاحتلال أعلن ببرود أنّه استهدف قادة حماس على أرض عربية لطالما غرّدت لسردياته وأجنداته بل وقامت مرارا بالدفع عنه وله على حساب تموضعها وأمن شعبها وحضورها ضمن جغرافيا عربية… ويعلن الكيان بذلك أن طموحات تل أبيب تدوس كل الاعتبارات حتى لأشد الخادمين طواعية لها!!
ماا جرى كشف حدود الجنون الصهيوني:
كيان يوسّع دائرة عدوانه ليشمل ست دول في يوم واحد، من تونس إلى لبنان، من سوريا إلى قطر، مروراً بغزة والضفة. لم يعد أحد في منأى عن النار!!
ردود الفعل العربية جاءت كالسيل. قطر وصفت الهجوم بالإرهاب، السعودية أعلنت دعمها الكامل للدوحة، العراق والكويت وتركيا التي لطالما شاركت الكيان أيضا في جرائمه كلهم شجبوا العدوان.. بينما بثت وسائل إعلام العدو صور قادة تل أبيب وعلى رأسهم نتنياهو وهو يتابع تنفيذ مخططاته التي يستبيح كل شيء ومن دون أي سقف من أجلها!!!
والعالم كلّه رأى أن “إسرائيل” تقتل المفاوضات بيد وتطلق الصواريخ باليد الأخرى. لقد صار واضحاً أن “السلام” ليس في قاموس تل أبيب، بل الحرب والتدمير.
هذه المرة لم تُقصف غزة وحدها. هذه المرة لم تكن الضاحية أو دمشق أو رفح أو أي جزء سلك طوال عقود نهج مقارعة الاحتلال.
هذه المرة كانت الدوحة، عاصمة “السلام مع الكيان”، وسط الخليج.
الرسالة واضحة: لا خطوط حمراء عند الصهاينة، وكل من يظن أن أميركا قادرة على حماية أي بلد إنما يعيش وهماً قاتلاً.
اليوم تفتحت عيون كثيرة. قطر التي جلست طويلاً على طاولة الوساطات، وجدت نفسها هدفاً مباشراً. ولعلّها بداية مرحلة جديدة: إمّا أن تستيقظ العواصم العربية والإسلامية وتدرك أن المصير واحد، أو أن تنتظر دورها في قائمة الأهداف القادمة.
إنّ الدوحة لم تُستهدف وحدها، وليس الهدف فقط قادة حماس والمقاومة الفلسطينية بل كرامة كل عربي في قطر ومسلم وقد قضى بين الشهداء مدنيون قطريون وسواهم!!.
والصوت الذي يجب أن يعلو اليوم ليس صوت الإدانة الدبلوماسية فحسب، بل صوت المقاومة الواحدة، لأنّ التاريخ لا يرحم من تردّد ساعة الخطر.
العدو أطلق صواريخه، لكنّه أطلق معها صفّارة الإنذار الأخيرة: إمّا أن نقف معاً… أو فليستعد الجميع للتساقط تباعا!
كمال إدوارد/القاهرة