أكد الباحث والخبير في شؤون المقاومة الفلسطينية هاني الدالي أن عملية إطلاق النار عند مفترق “راموت” في القدس المحتلة، والتي أسفرت عن مقتل 6 مستوطنين وإصابة أكثر من 14 آخرين بينهم 6 بحالة حرجة، تمثل “خطوة نوعية في صراع الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي”، مشددًا على أنها “لا تقتصر على كونها عملية عسكرية ناجحة، بل تحمل رسائل متعددة الأبعاد عن الصمود والمقاومة”.
وقال الدالي في تعقيبه لوكالة (شهاب) للأنباء إن العملية تؤكد قدرة المقاومة الفلسطينية على المبادرة وتنفيذ عمليات دقيقة ومعقدة، وهو ما يعزز الثقة في قدرتها على الدفاع عن الأرض والمقدسات، ويعكس نجاحها في التخطيط والتنفيذ بما يتجاوز المقاربات الأمنية والعسكرية الإسرائيلية.
وأضاف أن العملية وضعت الاحتلال في موقف دفاعي على جبهته الداخلية، بعد أن استهدفت المقاومة قلب القدس، ما يثبت أن “إسرائيل لا يمكن أن تنعم بالأمن الداخلي طالما استمرت في انتهاكاتها ضد الشعب الفلسطيني”، لافتًا إلى أن هذا الضغط النفسي والمعنوي يزيد من هشاشة الوضع الإسرائيلي الداخلي الذي يعاني من أزمات متراكمة قد تجبره على إعادة حساباته وأشار الدالي إلى أن عملية القدس لا يمكن فصلها عن الأوضاع في غزة، معتبرًا أن “القدرة على استهداف الاحتلال في القدس بالتوازي مع صمود غزة يظهر ترابط الجبهات في مواجهة واحدة ضد الاحتلال”، بما يعزز صورة المقاومة كمنظومة متكاملة.
وبيّن أن العملية سيكون لها أثر مباشر على استراتيجيات الاحتلال العسكرية، سواء في إدارة الموقف الأمني أو في قرارات استدعاء قوات الاحتياط، خاصة مع اقتراب الأعياد اليهودية، مؤكدًا أن التصعيد المحتمل قد يرهق الجيش الإسرائيلي ويزيد من التوترات الداخلية التي ستنعكس على المواقف السياسية في تل أبيب. وختم الدالي بالقول إن عملية القدس “تكذب الادعاءات الإسرائيلية بالقضاء على المقاومة”، مشددًا على أن الشعب الفلسطيني أثبت أن المقاومة ليست رد فعل عابرًا، بل خيار استراتيجي دائم، يوجّه رسالة قوية بأن النضال ضد الاحتلال مستمر بكل الوسائل المتاحة، وأن محاولات تقويضه “مجرد أوهام”.
صورة منفذي العملية الأبطال من قرى شمال غرب القدس:
