على تخوم مدينة رفح الصامدة المدمرة نظمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين صباح اليوم الخميس وقفة حاشدة أمام المستشفى الميداني البريطاني بجوار “فيش فريش” بمواصي رفح، شارك فيها قادة الجبهة وكوادرها، إلى جانب مواطنين، ووجهاء، وشخصيات وطنية وإعلاميين، وحشد من الأطفال في رسالة قوية إلى العالم بأن غزة حيّة، وأن دماء شعبها لن تذهب سدى، وأن حرب الإبادة المستمرة في غزة يَتحمّل مسؤوليتها أيضاً المنظومة الدولية المتآمرة.
وجاءت الوقفة لتجسّد تمسك شعبنا بهويته وأرضه وحقوقه الثابتة، وفي إطار ممارسة الضغط على المجتمع الدولي لوقف حرب الإبادة والتجويع، في ظل المجازر المستمرة التي يشنها الاحتلال الصهيوني على أكبر كتلة بشرية محاصرة في التاريخ، حيث أصبح المدنيون والمستشفيات وحتى خيم النازحين والمدارس والأطفال أهدافاً مباشرة للقصف الوحشي.
وفي كلمة جماهيرية ألقاها عضو اللجنة المركزية للجبهة، الرفيق رمزي أبو جندي، قال: «نحتشد اليوم على أنقاض منازلنا لنرفع صوت المكلومين والمعذبين والمُجوعين، لنعلن وحدتنا وإصرارنا على مواجهة آلة القتل الصهيونية، ولنجعل صرخات أطفالنا ونساءنا كبار السن مدوية في أروقة العالم».
وأضاف “أن غزة تواجه منذ أكثر من 22 شهراً إبادة جماعية ممنهجة، وأن وحشية الاحتلال تتجاوز كل المقاييس، متجاوزةً حتى وحشية معسكرات النازيين، فيما يكتفي العالم بالتصريحات الباردة”.
وأكد أبو جندي “أن المدنيين في غزة ليسوا أرقاماً، بل أرواح بريئة تستحق الحياة والكرامة، وأن أكثر من مليوني فلسطيني ما زالوا يحملون حلم الحرية رغم الحصار والجوع والدمار”.
ورفع المشاركون شعارات تصرخ بالحقيقة: «غزة حيّة ولن تُمحى»، «العدو يقتل المدنيين بدم بارد»، و«أين ضمير العالم أمام قتل أطفالنا؟»، بينما وجه عدد من المواطنين رسائل حادة للمجتمع الدولي، طالبوا فيها بوقف العدوان فوراً، وفتح ممرات إنسانية آمنة، وإدخال الغذاء والدواء، ومحاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم.
كما ألقى القيادي في الجبهة الديمقراطية، الرفيق إبراهيم أبو حميد، كلمة قصيرة أكد فيها على ضرورة الحراك الجماهيري في فضح جرائم الاحتلال، وأشار إلى أن الاستهداف المتواصل للقطاع الصحي يعكس الطبيعة الإجرامية للعدو بدعم الإدارة الأمريكية.
أما القيادي رسمي أبو العنين فأكد باسم القوى الوطنية والاسلامية على دور التحرك الدولي وأهمية الضغط العالمي لوقف حرب الإبادة، مشيداً بفعالية الجبهة الشعبية في رفع الصوت الفلسطيني وفضح جرائم الاحتلال أمام العالم.
واختتمت الفعالية برسائل حاسمة: غزة ستظل صامدة، وشعبها لن ينكسر، ودماء الشهداء أمانة، وصمود الجرحى منارة، والطريق إلى الحرية والعودة معُبّدة بتضحيات شعبنا وبسالة المقاومة، داعين المجتمع الدولي والإقليمي للتحرك الفوري لحماية المدنيين وإنقاذ الإنسانية في قلب القطاع المحاصر.








