مشروع الشرق الأوسط الجديد هو هو مشروع إسرائيل الكبرى، وهما يتطابقان من حيث الأهداف والأدوات والرؤية الجغرافية والسياسية للمنطقة،،

في رؤية هذا المشروع هناك تقاسم للغنائم، وداخل هذا التقاسم تتشأ نزاعات هامشية وليست جوهرية، وهي نزاعات رؤوس أموال وشركات كبرى ومعولمة.

لا يتطابق هذين المشروعين مع مشروع النظام العربي الرسمي التابع والمرتهن، لأنّ الأخير ليس مشروعاً بل أداة، وهو ليس نظام بل شلل ومافيات.

لا يوجد ولن يوجد أي تباين استراتيجي بين الإمبريالية والصهيونية،، إلا إذا حدث انقلاب طبقي سياسي في الولايات المتحدة وهو الأمر المستبعد في المنظور القريب.
فالتحالف الرسمي العربي الأمريكي هو تحالف مع الصهيونية في الباطن.

أخيراً، على عكس الرؤية القطرية والفئوية الضيقة التي تحكم العقل العربي الرسمي السائد، فإن التخطيط الاستراتيجي الإمبريالي الصهيوني ما يزال يتعاطى مع العرب كأمة واحدة يجب تعميق تمزيقها ومع جغرافيتهم كوطن عربي يجب تعميق تفكيكه وإعادة ترسيم حدوده في نطاقات أضيق.

هذه المفارقة بين الرؤية الإمبريالية الشاملة للعرب والرؤية العربية الضيقة لأنفسهم (رؤية أننا لسنا عرب بل أقوام وشعوب)،،، تحاكي منطقياً ذهاب الإمبريالية لنزع السلاح العربي وتفكيك الجيوش في حين يقزم الكثير من العرب أهمية السلاح،،، تماماً كما يقزموا من أهمية وحدتهم في زمن مخططات التفكيك وإعادة ترسيم الحدود.،،،

إنها مفارقة استبطان الهزيمة قبل وقوعها،، بل لنقل مفارقة امتلاك وعي يحاكي نتيجة المخطط الإمبريالي قبل نجاحه،، فهو وعي يخدم المخطط إذن ويسرع نجاحه. وهو وعي يتعاطى مع الأهداف المستقبلية للإمبريالية باعتبارها حتميات يقينية.

إن ما يحدث في فلسطين ولبنان وسورية لن يقف على حدود مصر أو السعودية أو تركيا

ليست المقاومة هي هدف المشروع الإمبريالي الصهيوني بل الأمة العربية ووطنها،،، المقاومة هي عقبة في وجه المشروع وليست غايته،،، تماماً وبنفس المنطق ليست حم///اس أو الجه///اد هي المستهدفة في عمليات الإبادة الجماعية، بل الشعب الفلسطيني العربي.
علي حمد الله