قال أستاذ العلاقات الدولية والدبلوماسية رائد أبو بدوية إن إعلان السلطة الفلسطينية عن نيتها التحول إلى دولة يشكل “خطوة رمزية” تحمل بطياتها فرصًا ومخاطر، مؤكدًا أن غياب التفاهم الوطني يحولها لوهم سياسي يضر بالمشروع الوطني أكثر مما يفيده.

وأوضح أبو بدوية في تصريح أن غياب توافق وطني شامل ودعم شعبي قوي يشكلان عقبة رئيسية أمام نجاح هذه الخطوة.

إعلان الدولة الفلسطينية.. هروب إلى الأمام أم وهم سياسي؟

وأشار إلى أن أي إعلان للدولة بدون حاضنة فلسطينية قوية قد ينتج عنه تفكك مؤسسات السلطة وتراجع دورها في الضفة الغربية.

وبين أبو بدوية أن الرد الإسرائيلي قد يكون متطرفًا، ويمكن أن يسعى لتقويض صلاحيات السلطة أو استبدالها بقيادات محلية، ما يعقد المشهد السياسي ويزيد من أعباء الفلسطينيين.

وبين أن الاعتراف الدولي لا يعد بحد ذاته ركيزة كافية لإقامة دولة حقيقية، إذ أن السيادة والشعب والإقليم تبقى عوامل أساسية وفقاً لمبادئ القانون الدولي، وهو ما لا يتوفر بشكل كامل في الواقع الفلسطيني الحالي.

وذكر أن توقيت الإعلان يرافق انعقاد مؤتمر دولي بنيويورك الشهر المقبل، إذ تتجه بعض الدول الأوروبية إلى إعلان اعترافها بالدولة الفلسطينية، لكن هذا لا يلغي الحاجة إلى توافق وطني داخلي يعزز من قوة الخطوة.

وختم أبو بدوية بأن غياب التوافق والبرنامج الوطني الداعم قد يحول هذه المبادرة إلى سيف ذو حدين، مع إمكانية أن تتسبب في مزيد من الانهيار للمشروع الوطني، مشيرا إلى أن الخطوة تحتاج إلى دعم شعبي وسياسي واضحين لتجنب أن تصبح مجرد وهم سياسي.