نظّم المشاركون في مؤتمر “نداء الأقصى” الدولي، الذي يُعقد بالتزامن مع إحياء زيارة الأربعين، صلاةً موحّدة جمعت علماء من فلسطين وأكثر من أربعٍ وثلاثين دولة إسلامية، في مقام الإمام الحسين (عليه السلام) بمدينة كربلاء المقدسة.
وأُقيمت الصلاة بإمامة المتولي الشرعي للعتبة الحسينية، الشيخ عبد المهدي الكربلائي.
وشهد المؤتمر هذا العام حضورًا لافتًا لشخصيات برلمانية أوروبية، أبرزها الموفد الإسباني في البرلمان الأوروبي، إلى جانب النائب التركي دوغان كيفين، فضلًا عن عدد من الشخصيات العلمائية البارزة من دول متعددة، بما في ذلك فلسطين وروسيا، إلى جانب دول آسيوية وإفريقية.
وفي تصريح لمراسل قناة المنار، قال الشيخ أبو بكر المشلاوي، المنسّق العام للتيار الإسلامي المقاوم: “نحن اليوم، في مقام الإمام الحسين (عليه السلام)، نرفع صرخة من أجل فلسطين.
لقد أكدنا في كلماتنا أن مركزية هذه الأمة يجب أن تبقى في فلسطين، وأن تضحيات الإمام الحسين هي الدليل الساطع على أن الأمة ستنتصر مهما طال الزمان”.
وأضاف: “قال الله تعالى: ولقد بعثنا في كل أمة رسولًا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت.
الصراع بين الحق والباطل مستمر منذ آدم عليه السلام وحتى قيام الساعة، ويتمحور بين الانصياع لله تعالى أو الخضوع للطغاة والمستكبرين.
ونداء الأقصى اليوم هو امتداد لنداء الإمام الحسين، حينما قال لطاغية عصره: إن مثلي لا يبايع مثلك، وهو النداء ذاته الذي يردده أهل غزة اليوم في وجه العدوان الصهيوأميركي”.
وتابع المشلاوي: “ما يتعرّض له أهل غزة لا يمكن لأي مجتمع بشري أن يتحمله، من وحشية القتل والإبادة الجماعية التي تمارسها آلة الحرب الصهيونية – الأميركية.
ومع ذلك، فإن الله ثبّتهم وربط على قلوبهم وأفاض عليهم من صبره، وهم لا يزالون صامدين بفضل الله تعالى”.
وأكد أن إقامة الصلاة الموحّدة بمشاركة علماء من شتى المذاهب والطوائف الإسلامية، وفي حضرة الإمام الحسين (عليه السلام)، تمثّل دعوة لتجاوز الانقسامات وتوحيد الصفوف.
وأردف: “هناك من يعيش وهمًا بأن الأمة الإسلامية ليست كيانًا موحّدًا، لكن الحقيقة أن مفهوم الأمة ليس فارغًا، بل هو كيان جامع لأبنائها، له قيادة واحدة وموقف واحد. ونحن اليوم مطالبون بإعادة بناء هذه الأمة من جديد، تحت قيادة واحدة وخلف إمام واحد، حتى يتحقق وعد الله بالنصر”.
ومن المقرّر، بعد أداء الصلاة، أن يتوجّه المشاركون سيرًا على الأقدام على طريق المشاية بين النجف وكربلاء، حيث سيتم افتتاح مضيف “نداء الأقصى”، إلى جانب مضيف “أنصار القدس”، الذي يُقام لأول مرة هذا العام، ما يجعل من فلسطين حاضرة بقوة على طريق إحياء ذكرى أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام).