في غزة لا تصل المساعدات إلى الجياع، بل تُختطف في الطريق إليهم. خلف دخان القصف وهدير الطائرات، يدير كيان الاحتلال مسرحا خادعا، تُسدل فيه ستائر “الرحمة” على مشهد جريمة متقنة.
تفتح المعابر لشاحنات المساعدات، وتستعرض أمام عدسات العالم مشاهد الإغاثة، لكنها في العمق تمنح السلطة على تلك المساعدات ليد خفية: لصوصٌ نبتوا فجأة من رماد الحرب والجوع، وأصبحوا حراس المجاعة لا منقذيها.
بسياسة محكمة، لا تترك دولة الاحتلال للفقراء إلا الخضوع لهؤلاء “اللصوص” إن أرادوا لقمة غذاء، مانحة إياهم الحماية، ومتغافلة عن سطوتهم، ليصبح السطو على المساعدات وصفة “إسرائيلية” جديدة لتدمير ما تبقى من المجتمع الغزي. مجتمع يُدفع عمدا نحو التفكك، بينما تبدو (إسرائيل) ـ زورا ـ أنها تمد له يد النجاة.