وصف الإعلامي الأردني باسل الرفاعية مؤتمر نيويورك حول القضية الفلسطينية بأنه “عبث”، ومحاولة دولية لشرعنة الجريمة الإسرائيلية بشعارات “زائفة”، كحلّ الدولتين والدولة الفلسطينية.
وكتب الرفاعية تغريدة من خلال حسابه في منصة “فيسبوك” أن العالم منشغل بـ”إدارة الأكاذيب والتواطؤ ضد الضحايا”، معتبرًا أن المبادرات الدولية تهدف إلى “غسل الدم وطمس الأدلة من مسرح الجريمة”، وليس إلى تحقيق العدالة أو إنهاء الاحتلال.
وهاجم مباشرة المواقف الصادرة عن كلّ من فرنسا وبريطانيا، منتقدًا تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الحكومة البريطانية كير ستارمر، بشأن الاعتراف بدولة فلسطينية، واصفًا إياها بأنها مجرد “إلهاء عن محرقة وتجويع وجرائم غير مسبوقة في التاريخ الحديث”، ترتكبها “إسرائيل” في غزة.
وذهب الرفاعية أبعد من ذلك، حين رأى أن مؤتمر نيويورك قد مهّد فعليًا لتفكيك غزة ونزع سلاح المقاومة، لصالح “دولة مشروطة بلا سيادة، ولا أرض، ولا سلاح، ولا مصير”، على حد تعبيره.
وبين أن التصريحات الغربية، التي تُطالب بنزع سلاح المقاومة وتسليمه إلى السلطة الفلسطينية، لا تخدم سوى الاحتلال، متسائلًا بسخرية: “على من تكذب فرنسا وبريطانيا ومؤتمر نيويورك؟”.
ومؤتمر “نيويورك لدعم حل الدولتين” انعقد بمدينة نيويورك الأمريكية، يومي 28 و 29 يوليو الجاري، برئاسة سعودية فرنسية مشتركة، وبمشاركة 14 دولة أخرى، بينها كندا وأستراليا.
وأعلن المجتمعون عن عزمهم الإعلان عن اعترافهم بدولة فلسطينية على جزء من أراضي الضفة الغربية المحتلة.
وفي انتقاده لموقف دول عربية والسلطة الفلسطينية، قال الرفاعية إن ما يُطرح من حلول ليس سوى إعادة إنتاج لواقع “السلطة الفلسطينية التنسيقية الأمنية”، التي تحولت إلى أداة في يد الاحتلال، تُمنع حتى من حماية أطفال شعبها أو مزارع زيتونه.
ووصف ما يجري بأنه “مسرحية هزلية”، تشارك فيها القوى الكبرى لتجميل الواقع وتخدير الضمير العالمي، مضيفًا: “هي مجرد مخدرات تساعد الإسرائيلي على النشوة، والغربي على احتمال العار، والعربي على وهم الشجاعة، والفلسطيني على احتمال الموت الرحيم”.
وختم تدوينته بصورة رمزية شديدة التأثير، قائلًا: “يُقبّل الطفل الفلسطيني يد الجندي الأمريكي الذي منحه وجبة طعام، فيُطلق عليه النار جندي إسرائيلي. السؤال الدولي الآن: هل تناول الطفل وجبته، أم عليه انتظار حلّ الدولتين؟” بإشارة لحكاية الطفل الفلسطيني “أمير” الذي كشف جندي أمريكي، أن جيش الاحتلال قتله بعد لحظات من حصوله على طعام مساعدات، وقبل تناوله الطعام الذي حصل عليه بمشقة.