الحق يُزهق الباطل نضال الأحرار في وجه الظلم والخيانة

واقع مرير ونضال مستمر بين معاناة غزة وصمت من يعاديها

✍🏻/عفاف فيصل صالح.

في لحظة تتلاطم فيها أمواج الألم.. وتتصاعد نغمة الخذلان..تظهر صور من الحزن والإحباط على وجوه الأوفياء والأحرار. غزة تئن تحت وطأة الجراح.. والأطفال يتوقون لبراءة برحيل.. والناس يغنون في معاناة الجوع والمعاناة..يملؤها الأمل المجهض بغياب العدالة..وتنهشها آفات التخاذل والتواطؤ.

وفي خضم هذا الظلام..تأتي مفاجأة أخرى.. كصفعة على وجوه الشرفاء..حيث تحتفل السعودية بأكبر مهرجان للضحك في العالم.. وكأنها تمني النفس بأن الدنيا بلا ألم وبلا دماء وبلا عذابات…يالها من سخرية مرّة.! يقف فيها من يفترض أن يكونوا قادة يضحكون على حساب دماء الأبرياء..! في حين أن القلوب تتفطر من الألم.

أي عار وأي انحطاط وأي نفاق وسفالة وصلوا إليها..!؟
حين يختلط الحقد بالشعارات.. وتتحول قلوب الطغاة إلى سرداب مظلم لا يُضيءه إلا فسادهم وخيانتهم. كم من الدماء تُدَمَّر وكم من الأرواح تُزهق بينما تُعلن السعودية عن احتفالات لا تعبر إلا عن انحدار وانحطاط أخلاقي وتردٍ إنساني وكفرٍ علني.

ونحن كمناصرين للدين والحق لن ننسى أن هذه التصرفات المشينة تُدنس قدسية ديننا الاسلامي وتكشف عن خيانة عظمى لمبادئ الإسلام .. لن نسكت على هذا التمادي في إساءة الحرمات، ولن نرضى أن يُستخدم اسم الله وشعائره مطيّة لمصالح شخصية أو سياسية.
هذه الفعلة الرخيصة تُظهر كيف أن من يدعون حماية الإسلام قد تحولوا إلى أدوات في يد أعداء الدين، يتاجرون بالقضايا ويحافظون على مصالحهم على حساب الشرف والحق.

أما آن لهذه الأحلام أن ترتفع..؟
وللضمائر أن تصحو؟!
يا من تدّعون أنكم حماة الأمة و علماء الدين باتت أفعالكم تفضح وجهكم الحقيقي وتخون مبادئ الدين والإنسانية التي تتشدقون بها. لقد أصبحت مواقفكم المثيرة للاستغراب علامة على خذلانكم وغيابكم عن معاناة الأشقاء هربٌ من مسؤولياتكم وتجاهلٌ لآلام شعوبكم قبل غيرها.

وجب علينا أن نقف جميعًا متأملين في حقيقة هذا الدنس وضرورة تطهير مكة من رجس هؤلاء الذين ضلوا الطريق وتحولوا إلى رمادٍ يسيء إلى قدسيتها ويهدر أواصر الإيمان والإنسانية. فالله يرى ..والأرض تشهد ..والمناضلون الحقيقيون لا يُخدعون بأضواء النفاق بل يصرخون بوجه الظلم.. ويستنجدون بالحق لوضع حدٍ لهذا الانحراف.

والان ونحن نشهد تلاشي المبادئ وغياب الضمير..
يبقى الإيمان والعز و الصمود والأمل يرفرف كنسمة صافية تهبّ من قلب التاريخ حاملة معها صوت الحق ومجد الأبطال الحقيقيين الذين لن يسمحوا للدجالين أن يطفئوا نور الله و روح الإنسانية وقلب الإيمان. فالمقاومة مستمرة والكفاحُ والجهادُ فرضٌ لا يُمكن ردّه حتى يتحقق العدل وتعود الحقائق إلى نصابها ويُزهر نضال الأحرار من أجل مستقبل يعيده الأمل والكرامة للإنسانية…و يظهر الحق و يُزهق الباطل …