فيما بقي التكتم يحكم اللقاء الذي جمع الموفد الأميركي توم باراك مع عدد من النواب والوزراء في دارة النائب فؤاد مخزومي، إلا أن التسريبات نجحت في اختراق هذا التحفظ على اللقاء كما أراد الضيف، لكن هذه التسريبات لم تكن دقيقة تمامًا، كما لم تُشر إلى أمر بارز أبلغه الأخير إلى النواب والوزراء حول المهلة الزمنية لاقتناص لبنان الفرصة.
كما أن التكتم على أسماء النواب والوزراء المشاركين انتهى، فقد أفصحت مصادر مطلعة لـ”ليبانون ديبايت” عن هذه الأسماء، فإلى جانب النائب مخزومي الذي استضاف اللقاء في منزله، حضر كل من النواب: فيصل الصايغ، غسان حاصباني، مارك ضو، وضاح الصادق، ميشال معوض، فيصل كرامي، إضافة إلى الوزراء: حنين السيد، ياسين جابر، فادي مكي، وكمال شحادة.
وتوضح المصادر أن الموفد الأميركي توم باراك تحدث خلال اللقاء عن الجولة التي قام بها على المسؤولين والمناقشات التي جرت، وكشف أن رئيس مجلس النواب نبيه بري لا يريد التقيد بالمهل الزمنية والمراحل، ويفضّل الاتفاق على شروط حول الخطوات، دون التقيد بمدة زمنية لتنفيذ هذه الخطوات.
وأكد للنواب، وفق المصادر، أن دور الولايات المتحدة هو تقريب وجهات النظر لاتفاق مقبول بين الإسرائيليين واللبنانيين، وأن “الميكانيزم” المعتمد ليس فعّالًا ويحتاج إلى تطوير، ليصبح هناك نوع من الاستقرار للجبهة بشكل مستدام.
كما أنه تطرّق إلى الإصلاحات، وأكد أنه يجب التفاوض مع سوريا على الحدود، وحول ملفات عالقة بين البلدين يجب التفاوض السياسي بشأنها، وأكد التطابق التام بين الموقفين السعودي والأميركي فيما يخص الملفات اللبنانية.
وتكشف المصادر عن شيء هام جدًا قاله باراك، ويتعلق بالفترة المتبقية قبل الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة، وهي (الانتخابات العامة التي تُجرى بالقرب من منتصف فترة ولاية الرئيس البالغة أربع سنوات، وتُقام يوم الثلاثاء التالي للإثنين الأول من شهر تشرين الثاني، وتشمل المكاتب الفيدرالية المطروحة للانتخابات خلال منتصف المدة جميع مقاعد مجلس النواب البالغ عددها 435 مقعدًا، و33 أو 34 مقعدًا من أصل 100 مقعد في مجلس الشيوخ).
وتوضح المصادر أنه صارح النواب والوزراء أن عند بدء الانتخابات في تشرين الثاني لا يتوقع أحد أن يبقى الاهتمام الأميركي بالملف اللبناني قائمًا، وكأنه تحذير للبنان باستغلال الفرصة قبل هذا التاريخ، وإلا سيفقد الاهتمام الأميركي به.
ونفت المصادر أن يكون قد تطرق إلى حث اللبنانيين على نزع السلاح بالقوة، أو إلى ضرورة السلام مع إسرائيل، بل تحدث عن عمله المنصَبّ على تخفيض حدة الاشتباك والصراع، ولم يأتِ على ذكر السلام أو التطبيع، فمهمته كما صرّح ليست السلام أو التطبيع بل إنهاء النزاع، وتقريب وجهات النظر.
وجلّ ما أبلغه للنواب أن مهمته تقتصر على النقاش مع الإسرائيليين واللبنانيين وتقريب وجهات النظر بينهما، وقال ما حرفيته:
“إذا أراد تم الاستفادة مني فأهلًا وسهلًا، وإذا كنتم لا ترغبون، فلدي أعمال أخرى أقوم بها.”
أما فيما خصّ نظرة الموفد الأميركي إلى الرئيس جوزاف عون وما إذا كان راضيًا عنه، فتتحفظ المصادر حول ما قاله باراك بهذا الخصوص، لكنها تؤكد ما قاله عن أنه يتعامل مع الرؤساء الثلاثة بـ1.
وتُشدّد على رسالة باراك الواضحة ومفادها: “إذا أراد اللبنانيون مساعدة أنفسهم، فسنساعدهم. أما إذا كانوا لا يريدون ذلك، فلن يؤثر ذلك على أميركا، ولن يؤثر ذلك على مصالحها، فالاقتصاد الأميركي لا يقف على ما يحصل في لبنان.”
وما يلفت المصادر في هذا اللقاء أن المقاربة التي اعتمدها باراك تختلف عن مقاربات الموفدين الأميركيين السابقين.