أعلنت الشرطة الإيرانية تفكيك ورشة سرّية لتصنيع الطائرات المسيّرة المتوسطة والصغيرة في ضواحي أصفهان، اليوم، إضافة إلى ضبط كميات كبيرة من المعدات والقطع الإلكترونية المستخدمة في هذا المجال، وفق ما أفادت وكالة «تسنيم» الإيرانية.
وأوضح قائد شرطة أصفهان أنّ «العملية جاءت بعد رصد استخباراتي دقيق، حيث تم تحديد موقع الورشة المشبوهة، وعلى إثر ذلك نفّذت القوات الأمنية عملية منسقة أسفرت عن اعتقال 4 متهمين عملاء للكيان الصهيوني».
وتشير التحقيقات الأولية إلى أن «الموقوفين كانوا بصدد تجميع وتصنيع طائرات مسيّرة صغيرة لاستخدامها في أنشطة تخريبية داخل البلاد»، بحسب قائد الشرطة، الذي لفت إلى أن «التحقيقات لا تزال جارية للكشف عن بقية الشبكة والداعمين المحتملين لها».
ودعت السلطات الأمنية في أصفهان جميع المواطنين إلى «التعاون الكامل مع الشرطة والإبلاغ الفوري عن أي نشاط مشبوه»، معتبرة أن «اليقظة الشعبية عنصر حاسم في مواجهة مخططات الأعداء في هذه المرحلة الحساسة».
وسلّط التلفزيون الرسمي الإيراني ووكالة “تسنيم” شبه الرسمية، المقربة من الحرس الثوري، الضوء على تفاصيل الحادثة، مشيرين إلى أن تحقيقات الشرطة كشفت عن إدخال أجزاء هذه الطائرات إلى الأراضي الإيرانية بطرق مختلفة ومعقدة، ثم العمل على تجميعها داخل المنشأة، لتصبح صالحة للإطلاق فيما بعد. وأضاف المسؤولون في تصريحاتهم أن الجهود الأمنية متواصلة للكشف عن الشبكة الكاملة المسؤولة عن تزويد الورشة بهذه الأجزاء، فضلاً عن تحديد كيفية دخولها إلى البلاد.وفي هذا السياق، يأتي الإعلان عن اكتشاف المصنع بعد أيام قليلة من عملية إرهابية استهدف بها الكيان الصهيوني مناطق في إيران، حيث أفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” “الإسرائيلية”، عقب بدء الهجوم الإرهابي فجر الجمعة الماضية، بأن جهاز الاستخبارات الخارجية “الإسرائيلي” (الموساد) ينشط داخل الأراضي الإيرانية من أجل جمع المعلومات وتنفيذ عمليات سرية.
تشير هذه الحادثة إلى مستوى جديد من التحديات التي تواجهها إيران على الصعيدين الأمني والاستخباري، كما تعكس في الوقت نفسه كيفية تطور المواجهة مع العدو الصهيوني من ساحات الحرب التقليدية إلى ميادين الحرب التكنولوجية وجمع المعلومات، ما ينبئ بأن الأشهر المقبلة قد تشهد مزيدًا من التصعيد وتبادل الرسائل الخفية بين .