احداثيات قافلة الصمود
تراجع التقاط الأنفاس

بعد مسافة تقرب للألف وأربع مائة كيلو، تفصل نقطة انطلاق قافلة الصمود من العاصمة تونس الى حدود سرت التي يصلها عدد 900 كلم بمدينة السلوم نقطة العبور نحو الأراضي المصرية، ومنها الى معبر رفح مكان تواعد شرفاء العالم واعتصام الأحرار من اجل كسر الحصار على غزة المحاصرة الحرة، توقفت قافلة الصمود بل أجبرت على التوقف ثم اضطرت للتراجع خمسين كلم عن سرت درءا للأخطار التي تتوعدها من طرف قوات حفتر الذين عمدوا الى فرض عزلة تامة لمدة ثلاث أيام على القافلة وقطعوا عنها كل سبل الاتصال بالخارج، وكل أسباب الحياة، حيث أن كل المشاركين في قافلة الصمود حرموا من الطعام والماء وبيوت الراحة لمدة ثلاث أيام، إضافة الى اعتقال أربع ناشطين منهم، وخامسهم المنسق العام للقافلة وناطقها الرسمي، قبل أن يقع اطلاق سراحه وبعد الاعتداء عليه بالعنف وضربه وسحله وتجريده من ملابسه ونهب كل ما كان يملك من أمواله.
تراجعت قافلة الصمود لخمسين كلم حماية لنشطائها ولألاف المشاركين من نساء وشيوخ وشباب لازالت تحتاجهم لما تبقى من مسيرها، وفي مصراطة حطت الرحال من جديد، واستقبلت بحفاوة بالغة من أهالي مصراطة، وزار رئيس بلدية مصراطة القافلة واطمئن على المشاركين فيها والتقي قادة تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين، وأكد تضامنه مع القافلة وأهدافها الإنسانية وتضامنه مع الموقوفين، وعبّر عن أسفه الشديد لما عانوه على التراب الليبي، مع التعهد باستمرار دعمهم وتلبية احتياجاتها ومساعدتهم على تحقق هدفهم الإنساني والوصول الى رفح.
أما الناطق الرسمي لقافلة الصمود فقد صرح بعد اطلاق سراحه وعلى لسانه: “مازلنا صامدين، يا اهلنا في غزة سامحونا على كل عربي عطّل وصولنا إليكم، وكونوا متأكدين أن شعوبنا في كل شبر من أراضي العرب معكم مهما كانت مواقف حكامها، إننا لم نستسلم بعد، إننا قادمون”..
وقد تمسك معظم المشاركين بمواصلة المسير نحو الحدود ونحو رفح، وأعلنوا أنهم لن يتراجعوا الآن حتى بما استجد من تعطيل ومنع وتهديد، بما يعني أن التفاوض مع سلطات حفتر مازالت متواصلة وأنهم بصدد محاولة اقناعهم بضرورة اطلاق سراح المعتقلين وفتح الطريق للقافلة التي لا تمثل أي خطر على أي جهة كانت، مصر أو ليبيا بل هي حاملة لغايات نبيلة وإنسانية ناصعة.
وفي حركة تضامنية جديدة، انطلقت قافلة ثانية من تونس لنصرة قافلة الصمود ضمت عدد من التونسيين ووصلت الى مكان تخييم القافلة الأولى في مصراطة لدعمها والانخراط معها في مسيرها نحو غزة،
في مصر تواصل السلطات المصرية منع المتطوعين من الاف الأجانب من التوجه نحو رفح وتعمد الى اعتقال وترحيل كل من يحاول أن يصر على مواصلة مهمة المسيرة العالمية لكسر الحصار عن غزة، وقمع الحشود القادمة من كل بقاع العالم للالتقاء في رفح.
وعلى هامش ما يحدث مع قافلة الصمود التي رُفِع شعارها في عواصم عديدة مساندة ودعما فان اسطول الحرية يستعد للابحار نحو شواطئ غزة من جديد، وتستعد قوافل أخرى لاجتياز الحدود نحو غزة ومن بينها قافلة لبنان، وقد علمنا أن ماليزيا أيضا تريد تجهيز سفن للابحار نحو غزة.
ما يؤشر أن موجة التعاطف والتضامن ذاهبة للتصعيد وان هذه الهبة الإنسانية العالمية لن توقفها محاولات تشويهها أو ردعها وارهابها بقطع الطريق عليها أو تحويل وجهتها وقمع ارادتها من اجل مناصرة أعظم قضية وأحق الناس بالتعاطف والدعم والمساعدة والنصرة.
هند يحي/ تونس