وحدُن
كلمات:طلال حيدر
ألحان : زياد الرحباني
وحدُن بيبقوا متل زهر البيلسان
وحدهُن بيقطفوا وراق الزمان
بيسكّروا الغابة
بيضلّهُن متل الشّتي
يدقّوا على بوابي
يا زمان
يا عشب داشر فوق هالحيطان
ضوّيت ورد اللّيل عَ كتابي
برج الحمام مسوّر وعالي
هجّ الحمام بقيت لحالي
يا ناطرين التّلج ما عاد بدكُن ترجعوا
صرّخ عليهُن بالشّتي يا ديب بلكي بيسمعوا
وحدُن بيبقوا متل هالغيم العتيق
وحدهُن، وجوهُن وعتم الطريق
عم يقطعوا الغابة
وبإيدهُن متل الشّتي
يدقّوا، البكي وهنّي، على بوابي
يا زمان
من عمر فيّ العشب عَ الحيطان
من قبل ما صار الشّجر عالي
ضوّي قناديل وإنطر صحابي
مرقوا وفلّوا، بقيت عَ بابي
لحالي
يا رايحين وتلج، ما عاد بدكُن ترجعوا
صرّخ عليهُن بالشّتي يا ديب بلكي بيسمعوا
بالتزامن مع الاحتفال بيوم ميلاد جارة القمر فيروز، وهي واحدة من أغانيها المميزة، وهي “وحدن”.
بدأت الحكاية من خلال الشاعر طلال حيدر، الذي اعتاد تناول فنجان قهوته الصباحي في شرفة منزله التي تطل على غابة قريبة منه، وهو يلاحظ ثلاثة شبان عاشوا في لبنان، فلسطيني وسوري وعراقي، اعتادوا السير والتحرك والظهور معًا أمامه.
اعتاد هو الاخر على رؤيتهم أمام منزله يتوغلون داخل الغابة المقابلة للمنزل وهم يخرجون في المساء، وظلوا على هذا الحال لعدة أيام، وكلما دخلوا وخرجوا سلموا على طلال.
وكان يسأل نفسه دائمًا ماذا يفعل هؤلاء الشبان داخل الغابة من الصباح إلى المساء؟ إلى أن أتى اليوم الذي ألقى الشبان التحية على طلال حيدر في الصباح ودخلوا الغابة، وفي المساء خرج طلال حيدر ليشرب قهوته لكنه لم يرى الشبان يخرجون فانتظرهم لكنهم لم يخرجوا، فقلق عليهم، إلى أن وصله خبر يقول: إن ثلاثة شبان عرب قاموا بعملية فدائية وسط الكيان الصهيوني.
ليتفاجئ “حيدر” بعناوين الصحف في اليوم التالي، أن ثلاثة شبان عرب قاموا بعملية فدائية وسط الكيان الصهيوني، أوقعت بـ18 قتيل و15 جريح، وقاموا بتفجير أنفسهم وسط الجنود الإسرائيليين، بعد معركة دامت 6 ساعات، وعندما شاهد صور الشبان الثلاثة فوجئ أن الشبان الذين استشهدوا هم أنفسهم الشبان الذين اعتاد ان يتلقى التحية منهم في الصباح والمساء، وهم الفلسطيني منير مغربي، والعراقي ياسين الحوزاني، والسوري أحمد الشيخ.