في إطار المساعي الوطنية لتحصين الجبهة الداخلية وتعزيز صمود المجتمع الفلسطيني في مواجهة التحديات المتزايدة التي تفرضها استمرار حرب الإبادة والحصار والتجويع، نظمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لقاءً موسعاً جمعت خلاله نخبةً من الشخصيات الوطنية والمجتمعية وممثلين عن عوائل رفح.

ناقش الاجتماع، الذي حضره عشرات القامات الوطنية والاجتماعية، ظاهرة تفشي الفوضى والانهيار ومحاولة الاحتلال ضرب الجبهة الداخلية عبر بعض المجموعات والعصابات بهدف زعزعة استقرار المجتمع وزيادة معاناة أبناء القطاع، وذلك في سياق المخططات الرامية إلى ضرب الوحدة الوطنية وخلق حالة من الانقسام الداخلي.

وجّه الاجتماع تحذيراً شديد اللهجة من خطورة هذه الظاهرة التي تهدد مستقبل الشباب الفلسطيني، مشدداً على أهمية تحمل الجميع – من قوى وشخصيات وطنية وعوائل، ومؤسسات المجتمع المدني – مسؤولياتهم الوطنية في مواجهة هذه التحديات، عبر تفعيل دور العائلات في ضبط شبابها، والوقوف صفاً واحداً لرفض كل أشكال التفكك الاجتماعي.

تمت مناقشة مسودة “ميثاق شرف مجتمعي” التي بادرت بها الجبهة كوثيقة وطنية للالتزام المجتمعي في حماية النسيج الاجتماعي وضمان وصول المساعدات لمستحقيها، إلى جانب وضع آليات عملية لتشكيل لجان شعبية تطوعية في الأحياء والمخيمات، تعزز الرقابة المجتمعية وتدعم التعاون مع المؤسسات الدولية ذات العلاقة، ولا سيما وكالة الغوث.

وشدد الحاضرون على أن التصدي لهذه الظاهرة لا يجب أن يكون فقط على المستوى النظري أو السياسي، بل يتطلب خطوات عملية ميدانية عاجلة، تشمل تكثيف الحملات التوعوية، ورفع الغطاء الاجتماعي عمن يهدد الوحدة الوطنية، وإحداث تدخلات ميدانية فعالة لمنع تفاقم الوضع.

وأجمع الحضور على ضرورة استمرار عقد هذه اللقاءات في مختلف محافظات قطاع غزة، وتوسيع قاعدة المشاركة لتشمل مختلف مكونات المجتمع، بما يضمن تجذير قيم التضامن والتكافل، وتعزيز قدرة المجتمع الفلسطيني على الصمود الجماعي في مواجهة مخططات الاحتلال.

وفي ختام الاجتماع، أكدت الجبهة استمرارها في تنظيم مثل هذه اللقاءات، وتشكيل لجان مجتمعية تضم أكبر عدد ممكن من العائلات والشخصيات الوطنية، مع التأكيد على أن هذه اللجان هي مسؤولية وطنية تقع على عاتق الجميع، لإعادة بناء النسيج الاجتماعي وتعزيز صمود المجتمع في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها شعبنا.