نحتفل اليوم بذكرى الانتصار التاريخي الذي حققته المقاومة اللبنانية بعد عدوان يوليو 2006.

 هذه الذكرى باقية في عقول اللبنانيين خصوصاً والعرب عامة، بل أحرار العالم قاطبة. وذلك بعد 33 يوماً من القتال والصمود ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي التي تجرعت في نهاية عدوانها آنذاك مرارة الهزيمة النكراء.

العدوان الذي شنه الاحتلال الإسرائيلي على لبنان في الـ 12 من يوليو واستمر حتى الـ 13 من أغسطس عام 2006، والذي كان فعلاً حرباً على كل لبنان، وليس فقط على حزب الله، انتهى بالفشل الذريع بعد أن حققت المقاومة انتصاراً كبيراً قلب المعادلة وأذاق الصهيوني مرارة جديدة، بعد أن أصيب بخسائر فادحة لم تستطع كل أسلحته المتطورة إنقاذه منها، بعد أن مارس ضد اللبنانيين كل أشكال الإرهاب والقصف الجوي للقرى والمدن والبلدات.

وبعد الثالث عشر من أغسطس عام 2006 اليوم الأخير في حملة العدوان “الإسرائيلي” تم في اليوم التالي وقف إطلاق النار، وبدء تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 والذي نص على منع الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية.

انتصار حزب الله شكل نقطة مضيئة في عصر انتصارات المقاومة على العدو الذي ينفذ سياسة الأرض المحروقة بآلته الحربية الهمجية، من خلال ضرب الأحياء السكنية والمدارس والمستشفيات والمصانع والجسور وكل ما طاله عدوانه من بنى تحتية، إلا أن المقاومة تمكنت من هزيمة العدوان وتحقيق انتصار عسكري.

وتتزامن الذكرى الثامنة عشرة لانتصار المقاومة هذا العام مع عمليات المقاومة في قطاع غزة والكمائن الهائلة و قنص جنود الاحتلال، رغم آلام الحرب و العدوان والترسانة العسكرية المتطورة لدى العدو، ورغم الإبادة الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني في غزة منذ 10 أشهر، وتتزامن أيضاً مع عمليات المقاومة في جبهات الإسناد في لبنان واليمن والعراق. عملياتٍ ضحّى واستشهد فيها أكثر من 500 مدني وعسكري في لينان، خاصة الذين يعيشون على الحدود اللبنانية الفلسطينية، كما أن الأمر لم يقتصر على المناطق الحدودية، بل طال العاصمة بيروت حيث قصف العدو الصهيوني الضاحية الجنوبية مرتين؛ مرة في يناير 2024 عندما اغتال نائب رئيس المكتب السياسي لحماس الشهيد صالح العاروري، ومرة ثانية عند اغتيال القيادي البارز بحزب الله الشهيد فؤاد شكر (السيد محسن) ناهيك عن الاختراقات الجوية التي طالت تقريباً كل المدن اللبنانية.

لكن المقاومة رغم هذا في كل مكان، ووراء العدو في كل مكان، مستمرة بطريقة أو بأخرى.

حيث يقدر عدد المقاتلين بما يقرب من 100 ألف مقاتل، كما للحزب وحدة عسكرية خاصة تسمى قوة الرضوان فيها خيرة نخبة المقاتلين. كما يملك الحزب بنادق هجومية ورشاشات ثقيلة وقذائف صاروخية وألغاماً أرضية وطائرات مسيرة لقصف نقاط حصينة لجيش الاحتلال، ومسيرات استطلاعية  (هدهد)، وترسانة من صواريخ أرض – أرض صغيرة الحجم.

كما تمتلك المقاومة قوة صاروخية كصواريخ كورنيت المضادة للدبابات (شكراً لسوريا)، وصواريخ بركان لحمل رؤوس حربية يصل وزنها إلى 500 كيلو جراماً، وصواريخ أرض – أرض مداها 10 كيلو متراً تحمل رأسا حربياً. وما خفي كان أعظم …

هذه القوة للمقاومة في لبنان وقوة فصائل المقاومة في جبهات الإسناد وغزة ستساعد على تفكيك بيت العنكبوت هذا، المسمى في “الشرعية الدولية” باسم “دولة إسرائيل”!

نذير محمد