في ما يتعلق بقضية العمالة للعدو الصهيوني والضجة الطبيعية التي تُثار حول كلّ إكتشافٍ لفردٍ او مجموعةٍ متورطة في العمل لصالح الموساد الاسرائيلي هناك ثمة نقاط يجيب الإضاءة عليها :

  • الثورة في تناقل هكذا اخبار في وسائل الاعلام و عبر مواقع التواصل الاجتماعي وحتى في الأطر المباشرة خلال الاحاديث مرفقة بالبراءة والاستنكار واعتباره امرًا مشينًا وعارًا يلطخ وجه مرتكبه ، لهو امرٌ مهم ومباركٌ ومن شأنه تشكيل عامل ضغطٍ وردعٍ لكل من تسوّل له نفسه قبل ان يسقط في هذا الفخ ، وهو ايضا تكريسُ اعتبارِ العمالةِ للعدو خيانةً عظمى توجبُ نبذَ المجتمع للمرتكب بعد معاقبته ،
  • من الطبيعي ان يعمد الموساد الاسرائيلي الى العمل على تحقيق اختراق للبيئة التي تقاتله ويعتبرها عدوًا عبر الوصول الى ضعاف الايمان والنفوس بطرق مختلفة و من الطبيعي ايضا ان يكون العميل من نفس البيئة المستهدفة ، ويكون على دراية ببعض خفايا الامور المطلوبة ، و منخرط في العمل المقاوم ربما لتحقيق اكبر استفادة ممكنة ، و هذا ما يحصل في كل الحروب على مدى التاريخ ، لذلك هو لن يبحث عن متعامل من فئاتٍ او بيئةٍ اخرى في المجتمع لا تشكل خطرًا على مشروعه ، او ان بعضَ هذه الفئات منخرطة بشكل كامل في المشروع الاميركي الصهيوني الموحد و بالتالي هو خادم مسبقا ولا يحتاج جهدًا للتجنيد
  • وعليه فإن العميل فردا لا يحملُ وِزرَ عاره احدا ، خصوصا عائلته المنكوبة او بيئته او حتى انتماءه الديني والحزبي ، فالامر منحصر في سلوكٍ سيئ لشخصٍ تورط .
  • اثناء الحديث عن بشاعة العميل وفعله الجرمي ، لا يمكن ان نختصر المرحلة بهذا الفعل ، لا يغفل عن اذهاننا ان مقابل هذا الفرد هناك الاف مؤلفة من الخلّص الذين يفتدون الارض والدين والعرض بالدماء والارواح ، وهناك من يعمل في الليل والنهار رغم كل الظروف القاسية التي نمرّ بها من اجل ان تبقى قوتنا متينة وكرامتنا متجذرة و عزيمتنا راسخة ، وما ارتقاء الشهداء و اعتداءات الاحتلال المتواصلة الا دليل على الجهد المبذول للحفاظ على عزتنا وكرامتنا ، لهولاء كل الحب والامتنان ، وللعملاء الذين لا دين ولا طائفة ولا مذهب فلهم الخزي والعار .

الأستاذ علي شعيب-مراسل المنار