في جوهر الصراعات الدولية والنزاعات وخاصة بين القوى الكبرى، يخرج لنا النزاعات الفرعية والإقليمية وكان من بينها الصراع مابين الطرفين الباكستاني والهندي، فإقليم كشمير الذي كان جوهر الصراع بين ثلاثة أطراف، الباكستاني والهندي والصيني، يعود للواجهة مرة أخرى، وفيه تلتفت أنظار القوى العالمية والإقليمية إليه، وخاصة كونه يعد بين قوتين نوويتين، ولكن ما هي اهتمامات الأطراف الخارجية بذلك؟
الهند والباكستان الدولتين المتجاورتين والتي أخذت أبعادها أكثر من ذلك، فمن جهة الطرف الصيني والذي أثبت كفاءة أسلحته من خلال الباكستان وخاصة بإسقاطها المقاتلات الحربية من نوع رافال وميراج الفرنسية وسوخوي الروسية، وهذا الأمر الذي رفع من أسهم شركة تشنغدو الصينية للطائرات بنحو 20%، حيث تنتج مدينة تشنغدو مقاتلات JF-17 وJ-10C، وكلاهما في الخدمة لدى القوات الجوية الباكستانية.
أما بالانتقال إلى الطرف الأميركي وهو الطرف المنافس بشدة للصين، فبدعمه للطرف الهندي ومنع الباكستان من استخدام طائرات f16 وذلك بموجب الشروط التي تم فرضها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، أما إذا نظرنا بعدسة أوسع وأعدنا إدخال الشرق الاوسط بالمعادلة، فالطرف الإيراني الأوفر حظاً، فالسياسة الأمريكية بعهد ترامب والتي تميل إلى عدم الإمالة نحو الصدام وهو ما تتبع بهذه السياسة مع إيران (على عكس رغبة نتنياهو)، وهو ما تجلى بالمفاوضات بين الطرفين مع الإعلان عن جولة رابعة برعاية من قبل سلطنة عمان، فبذلك يسعى لتقييد البرنامج النووي الإيراني مع عدم تهور نتنياهو في التصعيد مع إيران، ولكن رغم ذلك يبقى سعي ترامب لإرضاء اللوبي الصهيوني و الكيان، فبعد اعلان وقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة واليمن، وهو ما وضع نتنياهو وحيدا في مواجهة الحوثيين، فسوف يكون ثمن ذلك اللبنان، فسوف نرى فيما بعد عودة الحرب بين حزب الله والكيان الصهيوني ولكن بشكل أشد مع محاولة نتنياهو للسيطرة على اللبنان وذلك في سبيل دعم موقفه أمام الداخل الإسرائيلي، فالأيام القادمة حبلى بالمفاجئات على الصعيد الإقليمي والدولي مع ظهور بؤر توتر أخرى في مناطق مختلفة بالعالم وعلى سبيل المثال لا الحصر يوجد الكوريتين وجبهة أذربيجان و أرمينيا والتي من المتوقع أن تشتعل مرة أخرى، وهو ما ستدخل بهذه المعادلة الفصائل الأجنبية في سورية (سنتحدث عن ذلك بشكل لاحق ومستفيض).
الدبلوماسي زين
الهند و باكستان و أمريكا و الصين و أذربيجان و أرمينيا و إيران و اليمن و “إسرائيل” و سوريا و لبنان!!!
