تصريحات من اليمن أحسب أنّها أشدّ وقعا على الأمريكيين والصهاينة من الصواريخ والمُسيّرات. هي تصريحات استراتيجيّة ومن الصّعب إدراجها ضمن الحرب النّفسيّة. أصلا منظومة اليمنيّين الثقافيّة لا تقول بحرب نفسيّة ولا تقول بتنمية بشرية. بقيت الفطرة بينهم حيّة خضراء. المفاهيم القرآنية حاضرة هناك وكأنّها تتنزّل عليهم هنا والآن. منذ أكثر من عشرين سنة يكوّن الأنصار ويدرّبون المئات من المهندسين الأكفّاء وهم الذين يقودون اليوم ملحمة التّصنيع العسكري. تبقى التكنولوجيا وهي تتوفّر والحمد لله. يوفّرها الإيراني أو الكوري أو الروسي أو الصيني ذلك لا يهمّ كثيرا. هؤلاء يستفيدون من نكبات ونكسات الأمريكيين والصهاينة ولا يبخلون على اليمنيين بآخر ابتكاراتهم. قصّة سلاح يأتي لليمنيين عبر البحر تهريبا قصّة لا تستقيم ولا يُعوّل عليها. بقي أنّ اليمن شكّل منذ فترة طويلة، منذ التّسعينيات أعتقد والجماعة في بدايتها، رهانا خاصّا لسيّد لبنان رحمه الله. كانت عينه بصيرة وبركته ممتدّة طويلة. نعم سيكون من اليمن ما لا يتوقّعه القريب والبعيد والخصم والحليف. هناك رسالة خاصّة جدّا لليمنيين وهم يؤدّونها باقتدار: كبح الزهوّ المادّي وتأديب الطّغاة. المجتمع اليمني ولأنّه بقي محافظا إلى حدّ مُعتبر هو المرشّح أكثر من غيره لإنجاز هذا الدّور الحيوي لنا وللإنسانية. مجتمعات عربية أخرى مُتصهينة فلا تقدر على صهيونية ومُتأمركة فلا تقدر على أمريكا. أنت دون ما أنت مسكون به. باطنك سيّدك وأنت له عبد. قل للسعوديين أنّهم سيُحرمون ماكدونالدز وسيثورون بوجهك ثورة عظيمة. لا تسكنهم كعبة ولا مدينة النبيّ. كعبتهم الباطنية مزيج ماركات عالمية. اليمن حساب آخر. الله هناك طول وعرض وأرض وسماء وظاهر وباطن. يملأ كلّ كيانهم ويزهّدهم في كل فتنة. لن تكون مفاجأة بالمرّة أن تسقط الطائرات تباعا ولن تكون مفاجأة أن تغرق البوارج والمدمّرات. حتّى الزحف البري لن يكون مفاجأة. هؤلاء قوم لهم من سليمان نصيب ونبوّة سليمان ارتبطت بكلّ غريب. الجينات الثقافية والرمزية حقيقة ثابتة.
الهذيلي منصرتونس