في مشهد جماهيري حاشد، احتشد أكثر من 600 ألف مواطن كوبي، أمس الخميس، في محيط ساحة الثورة خوسى مارتي بالعاصمة هافانا، إحياءً لعيد العمال العالمي تحت شعار: “من أجل كوبا، معًا نبدع”.
ويصادف هذا العام مرور 25 عامًا على الخطاب التاريخي الذي ألقاه فيدل كاسترو في عيد العمال العالمي في مايو/أيار 2000، والذي شرح فيه بكلمات ماهية الثورة، وهو المفهوم – التعريف الذي تم التصديق عليه بعد انتقاله إلى الخلود بتوقيعات أكثر من 6 ملايين كوبي.
كما في مثل هذا اليوم من كل عام، كانت ساحة الثورة في هافانا إحدى الساحات العديدة في البلاد التي تزينت بالأعلام الكوبية وشعارات الوحدة، وهو فعالية إحتفالية على عكس ما يحدث في كثير من بلدان العالم حيث يطالب العمال بحقوقهم ويسيرون ضد سياسات التكيف التي تنفذها الحكومات الليبرالية الجديدة والمعادية للشعب، لكن في كوبا له معنى آخر: إحتفال بروليتاري عظيم.

وتعبيراً عن الدعم الاممي لكوبا، شارك أكثر من ألف مندوب دولي من أكثر من 30 دولة، يمثلون مائة منظمة نقابية وشعبية وحزبية من القارات الخمس، في مسيرة إلى جانب الشعب الكوبي، إضافة لمشاركة الطلاب والاجانب المقيمين في كوبا وكانت لفلسطين وأصدقاءها الاممين مشاركة متميزة في المسيرات عبر الانتشار الكبير للعلم والكوفية الفلسطينية.
وأدان المشاركون الحصار الاقتصادي والتجاري والمالي الذي فرضتها الولايات المتحدة منذ أكثر من ستة عقود، والذي تم تشديده من خلال 243 تدبيراً قسرياً وقعها ترامب في ولايته الأولى في الرئاسة والتي لا تزال سارية المفعول حتى اليوم، والتي تفاقمت بسبب إعادة إدراج البلاد في العشرين من يناير/كانون الثاني في ”قائمة الدول الراعية للإرهاب“ الزائفة والأحادية الجانب التي تحتفظ بها الولايات المتحدة لإكراه بلدان ثالثة، والتي تمنع التنمية الكاملة للقوى الإنتاجية للاقتصاد الكوبي.

وحضر هذا الاحتفال الضخم للعمال القائد التاريخي للثورة الكوبية راؤول كاسترو والسكرتير الاول للحزب الشيوعي الكوبي ورئيس الجمهورية ميغيل دياز كانيل، والذي أظهر أن مفهوم الثورة الذي مضى عليه الآن 25 عاما ليس مجرد كلمات، بل هو حقيقة واقعة.
وألقى الأمين العام لاتحاد العمال الكوبيين، أوليسيس غيلارتي دي ناسيمينتو، الكلمة الافتتاحية، قائلًا: ”نحتفل بعيد البروليتاريا العالمية في خضم سيناريو دولي معقد، حيث يعاني العالم من هجوم إمبريالي متجدد وخطير، مع تعبيرات فاشية جديدة تسعى إلى إعادة تصميم النظام الدولي، وتجاهل مبادئ التعايش السلمي والمساواة السيادية بين الدول، فضلاً عن التراجع عن مكاسب العدالة والكرامة الإنسانية التي حققتها الشعوب“; مكرراً التزام كوبا بمستقبل السلام من أجل التغلب على التحديات الحالية.
وفي هذا السياق، ندد القائد النقابي بالحملة الأمريكية الجديدة للتشهير وتشويه السمعة ضد برامج التعاون الطبي الكوبي الدولي، الذي يعمل حاليا في أكثر من 50 بلدا والذي لعب دورًا هامًا في مكافحة جائحة كوفيد-19 في بلدان أمريكا اللاتينية وأوروبا.

وأكد على: ”حقيقة أن الثورة قوية كما كانت دائما ليست نتيجة معجزة، بل هي نتيجة مساهمة كل مواطن، وخاصة العمال، الذين يحافظون على التحول الاجتماعي والاقتصادي والتنمية في البلاد“
وفي ختام كلمته، شكر الأمين العام لاتحاد العمال التضامن العالمي مع كوبا وحضور الاصدقاء الاممين لهذه المسيرات الاحتفالية بعيد العمال، وأعاد التأكيد على تضامن كوبا مع فلسطين وحريتها وإستقلالها مطالبا بوقف العدوان والابادة الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني.

مع وجود الدافع الخاص للاحتفال بالذكرى الخامسة والعشرين لمفهوم – تعريف الثورة الذي عبّر عنه القائد العام فيدل كاسترو روز، تمتلئ شوارع الجزيرة بالحياة والألوان منذ الصباح الباكر، حيث تزدان المدرجات بالملصقات واللافتات والشعارات التي تعكس الالتزام الثابت لشعب يناضل من أجل الحفاظ على إنجازات الثورة وإعادة تنشيط الاقتصاد الوطني من خلال التعاون الجماعي.
تعبّر هذه الاحتفالات ومشاركة أكثر من 5,3 مليون مواطن من أقصى غرب البلاد إلى أقصاها في الشرق عن وحدة الشعب الكوبي وعن إرادة بلد لن يستسلم رغم الظروف المعقدة التي تعارضه والعقبات الخارجية التي تحاول خنق اقتصاده.
الهدف الاخبارية
