هناك دعوة لغضب عارم وعصيان مدني في كل عواصم العالم يوم غد نصرةً لغزة..
لكن السؤال.. للشعوب التي اطالت البقاء في غياهب الخذلان والجمود حتى كأنّها من اصحاب القبور.. وهم بالملايين!
لو خرجوا كلهم خروج رجل واحد. وكانوا على قلب رجلٍ واحد لما أمكن الله منهم احد. ولخضعت اي قوة أمام إرادتهم.
لكنهم أحبوا الحياة وركنوا إليها. وآثروها على كلمة حق أو موقفٍ مشرف ولو ليومٍ واحد.
أو أن الله سبحانه قد كره انبعاثهم كلهم وثبطهم فأقعدهم وضرب عليهم الذلة وكساهم لباس الخزي والصغار..
كيف يهجع بعضهم عمّا يرى ويسمع وبينه وبين اخوته أمتار. فوالله لو كان غيرهم وحلَّ على اليهود الليل لما طلع عليهم النهار!
فإلى متى يا أمة المليار..
- إلا حزب الله ومحور مقاومة الأمة.. فلهم كل التحية والإكبار-
ولا زلنا نعيد تساؤلنا..
- هل سنشاهد مشاركة من الشعوب العربية التي تقيم حكوماتها علاقات تطبيع علنية مع الكيان الإجرامي الغاصب؛ والتي لم تنصر غزة بأي شيء ولم تتوقف عن دعم عدوها وعدو الأمة جمعاء!
متى يثورون على حكوماتهم الخانعة والعميلة. متى يعلموا أن اخذ الموقف هو أقل ما قد يقدم في مثل هكذا عدوان إجرامي. وماذا ينتظرون أكثر من ذلك.
يعتقدون أن السلامة في السكوت وغض الطرف عن كل ما يحدث في غزة. لكنهم لو علموا أن الأمر كله لله وبيده سبحانه؛ سيدركون حينها ان نقمته وسخطه ستكون أقرب إليهم فيصيبهم بعذابٍ منه أو على أيدي الذين يتغافلون عن جرائمهم هم وداعميهم.
فكما تفرجوا عليهم وهم يستفردون بغزة. سيأتي اليوم الذين يستفردون فيه بهم. ومهما تفاخروا وقتها بعددهم أو بعدّتهم. لم يكن الله لينصر قومًا لم ينصروا دينه ولم يغيثوا المظلومين والمستضعفين من عباده. فما النصر إلا من عنده. ولمن تباطئ وتثاقل فقد جرّت سنّةُ الاستبدال.
والعزةُ والنصر دوما للمسارعين في رضوان الله ومن لا يخافون فيه لومة لائم ولا يخشون احدًا سواه.
د.أسماء عبدالوهاب