بيدي كتابُ البيانِ والتبيينِ، مغلقٌ يقرأُ معي هدوء المساء، سماءٌ هادئةٌ خاليةٌ من الضجيجِ ، ليلٌ منسدلٌ كالشالِ الشفيفِ على كتفِ المخيَّمِ، وهواءٌ نزٌ يثيرُ غيرةَ الغبارِ..
ووحدي أمامَ الليمونةِ، نقشتُ اسمي وأسماءَ أحبَّتي وتواريخَ ميلادِنا على جذعِها، وجلستُ معها أقرأُ غصونَها المثقَّفةَ في حاكورةِ البيتِ..
هدوءّ غريبٌ لم نعتدْ عليهِ، والأغربُ قلقي من الهدوءِ، يخيفني هذا الهدوءُ، يرعبني انتظارُ المجهولِ، لماذا اختفى أزيزُ الطائراتِ فجأةً؟!!
جهنَّمُ الصّيفِ في البيتِ، وجهنَّمُ التّرقُّبِ هنا، لم يمرَّ وقتٌ طويلٌ، حتى بدأتْ الخببُ برجمِ سماءِ المخيَّمِ، سماءٌ برتقاليةٌ تكادُ تحترقُ، ودبابيرٌ تخترقُ سكونَ الليلِ، وجهنَّمُ ثالثةٌ فتحتْ أبوابَها.
ركضتُ باتجاهِ البيتِ بيدي كتابُ البيانِ والتبيينِ، وبداخلي مجرَّةُ الليمونِ.
بسرعةٍ فتحتُ الكتابَ لأضيعَ في جنَّتِهِ وأنسى أو أتناسى حرائقَ البرتقالِ.
٧ أغسطس ٢٠٢٤م
١٠:٣٠
مريم قوش – غزة