⭕️

كان لافتا في خطاب الرئيس السوري المعين أحد الشرع تبنيه للأعمال العسكرية بشكل كلي في الساحل السوري.

لا شك أن الرجل كان على اطلاع بتفاصيل ما يجري بشكل متواصل.

تحدث في خطابه عن “تجاوزات”، وهي مقدمة للتبرأ من “المجازر” التي ارتكبت ضد المدنيين بخلفية طائفيةوراح ضحيتها الآلاف وفق تقارير سورية وغربية.

لكن ثمة خطأ ارتكبه في خطابه، وهو الحديث عن الحشد والتلبية من مختلف مناطق سوريا، فالحشد الذي تم، كان من منطلقات طائفية واضحة، ويكفي مراجعة الخطابات لعدد من الوجهاء، أو ما نادت به الجوامع تحت عنوان “الجهاد”.

بغض النظر عن واقع ما حصل، ومن تسبب به، وخلفية تحرك مجموعات في مناطق متعددة ضد السلطات الجديدة بهدف رفع الظلم كما عبروا، إلا أن العلاج الذي ارتكنت اليه سلطات الشرع كان خاطئا.

ما حصل سيحمل تبعات عدة أبرزها:

• تحرك غربي للضغط على دمشق من بوابة المجزرة، خصوصا مع ارتفاغ اصوات غربية تندد بقتل المدنيين ما يعني أنهم راقبوا المشهد وسجلوا ودونوا كل ما حصل.

• دفع أي فئة، من طوائف وجماعات، على رفض تسليم السلاح خشية من تكرار مشهد الساحل.

• تعزيز فكرة التقسييم، وهو أبرز الأخطار الذي تواجهه سوريا، وتعمل إدارة الشرع على منعه.

• التاثير على وحدة الشعب السوري والتفافه حول الإدارة الجديدة.

• مزيد من الابتزاز الغربي والإقليمي من منطلق “حماية الأقليات”.

• استغلال “إسرائيل” التي تجتاح جنوب سوريا للمشهد بهدف استمالة بعض الاقليات وتشجيعها على التعاون درءا لخطر قد تتعرض له يشابه ما حصل في الساحل.

وعليه، إن الخطأ الذي ارتكب لا يبدو أنه سيساعد الإدارة الجديدة على تثبيت وضعها وحكمها، وسيضعها أمام سيل من الشروط الغربية والإقليمية مقابل رفع بعض العقوبات، إن لم يعرضها لعقوبات جديدة.

إن المتحمسين لقمع حراك الساحل، مطالبون باعادة تقدير الموقف على أسس مختلفة، والتفكير بمنطق الدولة لا منطق الجماعة، فأحمد الشرع نفسه كان قد تحدث عن أن منطق الدولة يختلف عن منطق الثورة، وعليه يجب الصرف من هذه المنطلقات، لا من منطلق مباركة المجازر وتبريرها على أنها تجاوزات يمكن علاجها بسهولة.

إنتهى

حزب الله الالكتروني-مقالات/ الواقع – أسرة التحرير