انطلقت مساء اليوم الثلاثاء في القاهرة أعمال القمة العربية الطارئة، التي دعت لها مصر والأردن بغرض بحث تطورات القضية الفلسطينية وتحديدا ملف إعادة إعمار قطاع غزة دون تهجير أهله ومن أجل الخروج بخطة تحظى بتوافق عربي ودولي تطرح ماهية اليوم التالي بعد الحرب.

البيان الختامي للقمة العربية:

لجنة التكنوقراط لإدارة غزة لن تكون فصائلية وستدير القطاع لـ 6 أشهر.

لجنة إدارة قطاع غزة ستتشكل من كفاءات من أبناء القطاع.

الخطة العربية ترسم مسارا جديدا للأمن والسياسة في غزة

دعونا مجلس الأمن لنشر قوات حفظ سلام في الضفة وغزة

نرفض فصل الضفة الغربية عن قطاع غزة.

نتمسك بخيار السلام العادل الذي يلبي جميع حقوق الشعب الفلسطيني.

تكثيف التعاون مع القوى الدولية والإقليمية بما فيها الولايات المتحدة من أجل تحقيق السلام.

الرفض القاطع لأي شكل من أشكال تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه تحت أي مسمى أو ظرف.

ندين قرار الحكومة الإسرائيلية بوقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة يعد انتهاكا لاتفاق وقف إطلاق النار والقانون الدولي.

نرفض استخدام إسرائيل سلاح الحصار والتجويع لتحقيق أغراض سياسية.‌‏

المداولات

وقد أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن المنطقة العربية تواجه تحديات جسام تكاد تعصف بالأمن والاستقرار الإقليميين بسبب الحرب على غزة التي “خلفت وصمة عار في تاريخ البشرية”، وأضاف أن “الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة سعت بقوة السلاح إلى تفريغ القطاع من سكان في محاولة لتصفية القضية الفلسطينية”.وشدد السيسي على التزام مصر وتمسكها بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مؤكدا أن مصر لن تشارك في أي ظلم تاريخي يقع الشعب الفلسطيني أو أي مخطط لإفراغ الأراضي الفلسطينية من شعبها أو تهجير سكانها. وركز الرئيس المصري على أن بلاده لا تعرف سوى السلام القائم على الحق والعدل وأن السلام في المنطقة والشرق الأوسط لن يتأتى إلا بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، مؤكدا أن “الشعب الفلسطيني ضرب مثالا في التمسك بأرضه رغم العدوان الغاشم الذي مارسته إسرائيل عليه”.وأكد السيسي أن مصر عملت على تشكيل لجنة إدارية لإدارة قطاع غزة انطلاقًا من خبرات أعضائها وبلورة خطة شاملة لإعادة إعمار غزة دون تهجير سكانه وأنها كانت تسعى إلى التوصل لوقف إطلاق النار منذ اليوم الأول للأزمة.

ومن جانبه،قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: “يجب أن نمنع بكل الطرق استئناف القتال في غزة، ويجب احترام سلامة أراضي لبنان وسوريا”.وأضاف: “يجب إطلاق سراح الرهائن والسجناء من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.وأضاف إنهاء الأزمة الحالية ليس كافيا ونحن بحاجة إلى إطار سياسي يضع مبادئ للتعافي”.وأكد أن “غزة يجب أن تكون جزءا من الدولة الفلسطينية دون اقتطاع أي جزء منها وأشار إلى أن الوضع في الضفة الغربية مقلق وشهدت مؤخرا أكبر نزوح من نوعه منذ عقود”، ودعا إلى الدعم الكامل لعمل الأونروا بما في ذلك الدعم المالي.

ومن جانبه، قال الرئيس اللبناني جوزيف عون: “لقد علمني لبنان أن فلسطين قضية حق والحق يحتاج لقوة قوة المنطق والموقف، علمني لبنان أن فلسطين قضية ثالوث فلسطيني وعربي وإنساني”، مضيفا “️علمتني حروب لبنان أن نكون مع فلسطين وشعبها وأن نقبل ما يقبله ونرفض ما يرفضونه، ️أن تكون بلداننا قوية ومزدهرة ومتماسكة هو الطريق الامثل لنصرة فلسطين”.وشدد على أنه “️في بلدي هناك أرض لبنانية محتلة وأسرى في سجونها ولا سلام دون تحرير مل شبر من تراب أرضنا ولا سلام دون إقامة الدولة الفلسطينية”.وأضاف: “لقد عانى لبنان كثيرا لكنه تعلم من معاناته ألا يكون ممرا أو مقرا للصراعات الدولية وأن مصالحه مع محيطه العربي”.

وقال ‏الرئيس الفلسطيني محمود عباس: “نشيد بالخطة المصرية الفلسطينية العربية لإعادة إعمار غزة، وندعو الرئيس الأمريكي لدعم جهود الإعمار على هذا الأساس”.وأضاف: “خطتنا تنص على أن تتولى دولة فلسطين مهامها بغزة وتستلم أجهزة السلطة مسؤولياتها بعد هيكلة الكوادر في غزة وتدريبها بمصر والأردن”.

وقال الملك الأردني عبد الله الثاني: “علينا التأكيد على رفضنا التام للتهجير وإعادة إعمار غزة ضمن جدول زمني، وعلينا إعداد تصور واضح وقابل للتنفيذ بشأن إدارة غزة وربطها بالضفة الغربية”.وأكد “ضرورة وقف التصعيد الخطير في الضفة الغربية خاصة في شهر رمضان المبارك”، مشددا على أن “حل الدولتين هو الحل الوحيد الذي يضمن إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية”.وأضاف: “نرفض قرار إسرائيل منع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة الذي يخالف القانون الدولي، وسنستمر في دعم الأشقاء في غزة ورعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس”.

وقال أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية إن “إعادة إعمار غزة نضال نختار أن نخوضه، وإعمار غزة ممكن بوجود أهلها… ممكن إن صمت السلام وانسحبت إسرائيل من القطاع”، معربا عن “تقديره لكل جهود السلام ولدور الولايات المتحدة التاريخي والحاضر”.وأضاف: “لكن القبول بمشروعات غير واقعية يزعزع استقرار المنطقة ويقوض هيكل السلام الذي استقر فيها لعقود”، مجددا رفض منطق تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه.

الغيابات في القمة العربية

وتجدر الإشارة إلى أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون رفض المشاركة في القمة العربية المنعقدة بالقاهرة ، بناء على “موقف” يتعلق بعدم إشراك بلاده في المسار التحضيري المتعلق بمخرجاتها، خاصة حول القضية الفلسطينية.ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن مصدر مطلع، أن الرئيس عبد المجيد تبون، قرر عدم المشاركة شخصيا في أشغال القمة العربية الطارئة التي تستضيفها جمهورية مصر العربية يوم 4 آذار/مارس، بغرض بحث تطورات القضية الفلسطينية، حيث قام بتكليف وزير الشؤون الخارجية أحمد عطاف، لتمثيل الجزائر.ويأتي هذا القرار، وفق الوكالة، على خلفية “الاخلالات والنقائص التي شابت المسار التحضيري لهذه القمة، حيث تم احتكار هذا المسار من قبل مجموعة محدودة وضيقة من الدول العربية التي استأثرت وحدها بإعداد مخرجات القمة المرتقبة بالقاهرة، دون أدنى تنسيق مع بقية الدول العربية المعنية كلها بالقضية الفلسطينية”.

كما أعلنت المملكة العربية السعودية اليوم الثلاثاء، غياب الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان عن حضور القمة العربية المقررة في القاهرة لبحث الأوضاع بشأن فلسطين.حيث ذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) أنه “نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وصل وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله، اليوم إلى مدينة القاهرة، وذلك لترؤس وفد المملكة المشارك في القمة العربية غير العادية المنعقدة في مصر”.

وفي سياق متصل، وصل منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس دولة الإمارات إلى القاهرة على رأس وفد الدولة للمشاركة في “القمة العربية غير العادية” التي تستضيفها نيابة عن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة.

والاثنين، قبل ساعات من انعقاد القمة، أعلنت الرئاسة التونسية أن الرئيس التونسي قيس سعيد، كلف وزير الخارجية، محمد علي النفطي، بترؤس الوفد التونسي المشارك في القمة الطارئة.وحسب الرئاسة التونسية، فإن تونس «ستجدد موقفها الثابت والداعم للحقوق الفلسطينية، وفي مقدمتها إقامة دولة مستقلة ذات السيادة على كامل أرض فلسطين وعاصمتها القدس الشريف».

الخطة المصرية

ورحبت مسودة مسودة البيان الختامي التي نشرتها قناة “القاهرة الإخبارية بعقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة في القاهرة الشهر المقبل.

ودعا القادة العرب، وفق المسودة، إلى إجراء انتخابات في المناطق الفلسطينية كافة خلال عام واحد إذا توافرت الظروف المناسبة لذلك.

وتتضمن “الخطة المصرية”، بحسب مسودة البيان الختامي ، قبل ساعات من انعقاد القمة، أن “تتولى لجنة غير فصائلية إدارة قطاع غزة لمدة 6 أشهر كفترة انتقالية”.

ووفق الخطة، “ستكون اللجنة مستقلة ومكونة من شخصيات غير فصائلية (تكنوقراط) تعمل تحت مظلة الحكومة الفلسطينية”، و”سيجري تشكيل لجنة إدارة غزة خلال المرحلة الحالية تمهيدا لتمكينها من العودة بشكل كامل للقطاع وإدارة المرحلة المقبلة بقرار فلسطيني”.

وتشير الخطة إلى أن “مصر والأردن يعملان على تدريب عناصر الشرطة الفلسطينية تمهيدا لنشرها في القطاع”.

ولفتت الخطة إلى أنه “من المطروح دراسة مجلس الأمن فكرة الوجود الدولي بالأراضي الفلسطينية بالضفة الغربية وغزة”.

ودعت إلى “إصدار قرار بنشر قوات حماية حفظ سلام دولية بالأراضي الفلسطينية في سياق متكامل لإقامة الدولة الفلسطينية”.وقالت “الخطة المصرية” إنه “يمكن التعامل مع معضلة تعدد الجهات الفلسطينية الحاملة للسلاح إذا أزيلت أسبابها من خلال عملية سياسية ذات مصداقية”، مؤكدة “ضرورة أن تصبّ الجهود المبذولة في تنفيذ حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية”.

ودعت إلى “إبرام هدنة متوسطة المدى بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية لفترة زمنية محددة بالمناطق الفلسطينية كافة”.وأكدت “الخطة المصرية” أن “حل الدولتين هو الحل الأمثل من وجهة نظر المجتمع والقانون الدوليين، وأن القطاع جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية”، كما أدانت “قتل واستهداف المدنيين، ومستوى العنف غير المسبوق والمعاناة الإنسانية التي خلفتها الحرب على غزة”.كذلك حثت الخطة على “ضرورة مراعاة حقوق الشعب الفلسطيني وبقائه على أرضه دون تهجير”، مشددة على “ضرورة تكاتف المجتمع الدولي من منطلق إنساني قبل كل شيء لمعالجة الكارثة الإنسانية التي خلفتها الحرب”.

وركزت الخطة على الإشارة إلى أن “محاولة نزع الأمل في إقامة الدولة من الشعب الفلسطيني أو انتزاع أرضه منه لن تؤتي إلا بمزيد من الصراعات وعدم الاستقرار”.وحول الهدنة في القطاع، طالبت “الخطة المصرية” بـ “ضرورة الحفاظ على وقف إطلاق النار في غزة”، وقالت: “سيكون من أبرز آثار انهيار وقف إطلاق النار إعاقة الجهد الإنساني وعملية إعادة الإعمار”، مشيرة إلى أن “تنفيذ إعادة الإعمار يتطلب ترتيبات للحكم الانتقالي وتوفير الأمن بما يحافظ على آفاق حل الدولتين”.

ووفق “الخطة المصرية”، سيتم توفير سكن مؤقت للنازحين في غزة خلال عملية إعادة الإعمار، ومناطق داخل القطاع في 7 مواقع تستوعب أكثر من 1.5 مليون فرد، بحسب ما نقلته “القاهرة الإخبارية”.وتتكون “الخطة المصرية” من نحو “112 صفحة تتضمن خرائط توضح كيفية إعادة تطوير أراضي غزة وعشرات الصور الملونة التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي لمشاريع الإسكان والحدائق والمراكز المجتمعية، وميناء تجاري ومركز للتكنولوجيا وفنادق على الشاطئ”، بحسب وثيقة حصلت عليها “رويترز”، أشارت إلى أن تكلفة إعادة الإعمار ستبلغ 53 مليار دولار.