قال جيش الاحتلال اليوم الجمعة إن جثتين سلمتهما حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) أمس الخميس تعودان للرضيع كفير بيباس وشقيقه البالغ من العمر أربع سنوات أرييل بيباس.

وذكر أن جثة ثالثة تم تسليمها أيضا أمس لا تعود لشيري بيباس والدة الطفلين التي كان من المفترض أن يتم تسليمها، كما أنها لا تخص أي رهينة آخر. وقال الجيش إن الجثة لا تزال مجهولة الهوية.

وأعلن “جيش” الاحتلال أنّ الطفلين أرييل وكفير قُتلا بأيدي “خاطفيهما” وليس بقصف إسرائيلي، خلافا لما تقول الحركة الفلسطينية. وأوضح متحدث باسم “الجيش”الإسرائيلي إنّ «أرييل وكفير بيباس” قُتلا بوحشية” في الأسر في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 على أيدي إرهابيين فلسطينيين».(حسب وصفه)


و رد القائد طاهر النونو المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس على هذه الإدعاءات :

-هذه البكائية التي أطلقها بنيامين نتنياهو ومكتبه قبل هذا اليوم، يحاول من خلالها استعادة دور الضحية، ويسعى إلى إحياء الأكاذيب التي بدأوها في بداية طوفان الأقصى، لكننا نقول بمنتهى الوضوح إننا جادون في تنفيذ الاتفاق. 

– الخطأ قد يكون وارداً، وجارٍ التحقيق من جانبنا في بحث كيفية حدوث هذا الأمر، ولكن من يتحمل المسؤولية كاملة هو بنيامين نتنياهو تحديداً.

–  أود أن أسرد بعض الحقائق، خاصة فيما يتعلق بالأيام الأولى عندما تم أسر مجموعة من المدنيين؛ نحن أردنا إطلاق سراح المدنيين فوراً وبدون أي مقابل في الأيام الأولى للحرب، وقلنا بوضوح إننا نود أن يتوقف إطلاق النار لنتمكن من تسليم جميع المدنيين. 

-جميع الأسرى المدنيين كانوا أحياء في ذلك الوقت، لكن نتنياهو وجيشه هم من رفضوا هذا العرض، وبقينا نتحدث في هذا الأمر حتى وصلنا إلى الهدنة الأولى في شهر نوفمبر 2023، وعرضنا حينها تسليم عائلة بيباس الذين قتلوا قبل ذلك بوقت قليل. 

– أردنا تسليم الأم وجثماني الابنين كجزء من إطار الصفقة، لكن مسؤولية التأخير ومن يتحمل هذا الحدث هم من يبكون عليه الآن، وهو الاحتلال، إذ إن الجيش الإسرائيلي هو من قصف المنطقة السكنية التي كانت تضم هذه العائلة. 

-جيش الاحتلال قصف منطقة سكنية وهو يدرك أن هناك ربما عائلة أو مجموعة من المدنيين الأسرى في هذا المكان، وهذا هو حال الأسر الفلسطينية، حيث قُتل عشرات الآلاف من الأطفال الفلسطينيين واختلطت رفاتهم ببعضهم بعضا. 

-من يتحمل هذه المسؤولية هو من ارتكب هذه المجازر، فالاحتلال دمر لنا كل إمكانيات المشافي، حتى إنه دمر المواد التي تستخدم لرفع الأنقاض واستخراج الجثامين، وربما يؤثر هذا مستقبلاً على إمكانية المرحلة الثالثة من الاتفاق. 

– نحن نقول بوضوح إننا نريد الآلات والمعدات اللازمة لاستخراج جثامين الشهداء الفلسطينيين وكذلك جثامين الأسرى الذين قُتلوا، كما نريد المعدات اللازمة لفحص الحمض النووي لمعرفة هوية الجثامين؛ التي دمر الاحتلال إمكانيات فحصها. 

– هذه المواد كنا نطالب بها باستمرار، لكن الاحتلال كان يماطل ويتلكأ، ثم الآن يقوم بهذه البكائية التي يتحدث بها، بينما نحن جادون في تنفيذ الاتفاق، وسنجري تحقيقاً لمعرفة الملابسات والتفاصيل المتعلقة بهذه الحادثة. 

– من الضروري معرفة كافة التفاصيل، خصوصاً أن المجموعة الآسرة قد استشهدت، والذين كانوا في الأسر قد قتلوا جميعاً، وهذه عملية يجري الاستفسار عنها والتحقيق في تفاصيلها، لكن لا يجب أن يزايد نتنياهو أو حكومته على جديتنا. 

-لقد أعلنا قبل قليل أسماء الأسرى الستة الذين سيطلق سراحهم غداً، وبالتالي بالنسبة لنا العملية مستمرة، وإن كان هناك خطأ معين، فهو ناتج عن نقص الإمكانيات، واستشهاد المجموعة الآسرة، واختلاط الجثامين ببعضها بعضا.

– نحن من جانبنا ماضون في هذه المرحلة، واستكملنا استعداداتنا التفاوضية للمرحلة الثانية، وعلى الإدارة الأمريكية التي أكدت وجود ارتباط بين المراحل، ووجود مرحلة ثانية، بالإضافة إلى الوسطاء، الالتزام بهذا الأمر وإلزام الاحتلال بتنفيذ الاتفاق دون مماطلة.

أي تلكؤ من قبل الاحتلال أو محاولة للتهرب من المسؤوليات مرفوضة تمامًا، واليوم ما نشهده هو نموذج بسيط لما تسبب به قصف الاحتلال، وهذا ما أكدناه منذ بداية الحرب، فالاحتلال يخدع مواطنيه، ونتنياهو لا يريد استرجاع الأسرى.

اليوم، لو عرف نتنياهو مكان أسرى أحياء، فسيأمر جيشه بقصفهم وقتلهم لأنه غير معني باسترجاعهم أحياء، وهذا ما كان واضحًا منذ البداية وحتى هذه اللحظة، ولذلك فإن هذه البكائية ليست إلا محاولة للتنصل من استكمال الاتفاق.

-الاحتلال يقوم بممارسات ممنهجة، سواء في تطبيق البروتوكول الإنساني، أو إدخال المواد اللازمة، أو في ملف الأسرى، أو حتى فيما يتعلق بعودة النازحين من الجنوب، وهو يتلكأ في كل هذه القضايا بهدف إنهاء الاتفاق وتحميلنا مسؤوليته.

-نحن ماضون في تنفيذ كل التزاماتنا بشفافية، ونؤكد أن على الوسطاء إلزام الاحتلال بالوفاء بتعهداته، كما ندعو لأن يصبح هذا الاتفاق محصنًا دوليًا عبر الأمم المتحدة ومن خلال قرار من مجلس الأمن الدولي لمنع نتنياهو من التهرب منه.

-جل ما يتمناه نتنياهو اليوم هو انهيار الاتفاق وعدم الالتزام به، ولذلك يجب أن يكون هناك تحرك دولي واضح لضمان استمراريته، لأن الاحتلال يسعى بكل الطرق إلى إفشاله وإلقاء اللوم علينا لتبرير تنصله من التزاماته.