شدد نائب الأمين العام للجبهة الشعبية الرفيق جميل مزهر في تصريحات صحفية خلال استقبال الدفعة السادسة من الأسرى المحررين في القاهرة، على أن تحرير الأسرى هو انتصار جديد يضاف إلى سجل نضال الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، مؤكداً أن هذه اللحظة تجسد معاني الصمود والتضحية، وتؤكد أن الشعب الفلسطيني لا يخذل أسراه، ولا يتخلى عن حقوقه، وأن المقاومة ماضية في معركتها حتى تحرير كافة الأسرى بلا استثناء.

وقال مزهر: “نحتفي اليوم بتحرركم الذي انتزعتموه بصبركم وثباتكم، وبتضحيات جسام قدمها شعبنا ومقاومته الباسلة، التي جعلت من تحرير الأسرى أحد أهم أهداف معركة طوفان الأقصى. ثقتنا بحريتكم لم تهتز لحظة، فشعبنا الذي يقدّم التضحيات لن يخذل أسراه، ولن يفرط بثوابته وحقوقه، لأن قضية الأسرى كانت وستبقى بنداً ثابتاً في أجندة المقاومة الفلسطينية، حتى تحريرهم جميعاً”.

وأشار مزهر إلى أن الأسرى المحررين يعودون إلى الميدان بروح أكثر صلابة، إذ لم تنجح سنوات الاعتقال في كسر إرادتهم، بل زادتهم عزيمة على المضي قدماً في درب المقاومة، مشدداً على أن الشعب الفلسطيني يرى في كل عملية تحرر للأسرى محطة جديدة في مسيرة النضال الوطني الطويلة، وليس نهاية المطاف، بل خطوة على طريق تحرير كافة المعتقلين وكسر قيد السجون بالكامل.

ووجّه نائب الأمين العام للجبهة تحية إجلال وإكبار إلى كل الأسيرات والأسرى الذين ما زالوا يقبعون في سجون الاحتلال، مؤكداً أن شعبنا الفلسطيني لن يرتاح حتى ينالوا حريتهم كاملة. وأضاف: “هؤلاء الأبطال يقفون في خط المواجهة الأول، يدافعون عن فلسطين بصلابة عزيمتهم، ويدفعون ضريبة الحرية بصبرهم وصمودهم، وكل محاولات الاحتلال لكسر إرادتهم ستفشل كما فشلت من قبل”.

وأكد مزهر أن العدو الصهيوني يحاول استخدام الأسرى كورقة ضغط في معركته، لكن المقاومة قلبت المعادلة وفرضت معادلة جديدة تقوم على تحرير الأسرى بالقوة وليس بالمناشدات، وأن الاحتلال رضخ لمطالب المقاومة وأفرج عن الأسرى في هذه الدفعة.

وأشار إلى أن المقاومة، التي جعلت من تحرير الأسرى أحد أهم أولوياتها خلال معركة طوفان الأقصى لن تسمح بأن يبقى أسير واحد داخل زنازين الاحتلال، وستواصل نضالها بكل الوسائل الممكنة حتى تتحطم كل السجون الصهيونية وتُفتح الأبواب أمام كافة الأسرى ليعودوا أحرارًا إلى بيوتهم وأرضهم”.

وأوضح مزهر أن تحرر الأسرى يأتي في لحظة مفصلية من تاريخ القضية الفلسطينية، حيث يواصل العدو الصهيوني تصعيده الإجرامي ضد الشعب الفلسطيني في كل مكان من غزة إلى الضفة و القدس ، وفي مخيمات اللجوء، وصولاً إلى المخططات الأمريكية الصهيونية التي تهدف إلى التهجير والتطهير العرقي”.

وقال: “نواجه اليوم عدواناً شاملاً يستهدف وجودنا كشعب يترافق مع تصريحات أمريكية صريحة تدعو إلى التهجير الجماعي لشعبنا، وكأن التاريخ يعيد نفسه، في محاولة جديدة لاقتلاع شعبنا كما حدث عام 1948، لكننا نؤكد أن هذه الأرض ليست للبيع ولا للمساومة، وأن شعبنا متجذر فيها كما الزيتون، وعصيّ على الاقتلاع، وإذا كان هناك من يجب أن يرحل فهم سكان هذا الكيان الذين جاؤوا إلينا من كل أصقاع الأرض، وليس أبناء فلسطين أصحاب الحق والأرض والتاريخ”.

وأضاف: “ما يجري اليوم هو اختبار لكل أحرار العالم، وخاصة للأمة العربية، التي عليها أن تتحمل مسؤولياتها التاريخية في مواجهة هذه الجرائم الصهيونية، فليس المطلوب اليوم بيانات التنديد والاستنكار، بل اتخاذ خطوات عملية وجريئة تضع حدًا لهذا العدوان”.

ودعا مزهر إلى موقف عربي رسمي وشعبي أكثر فاعلية، وترجمة الرفض لمخططات الاحتلال إلى إجراءات واضحة، تشمل فرض ضغوط حقيقية على الاحتلال لوقف عدوانه، والانسحاب من غزة، ورفع الحصار الظالم، وتسريع إعادة الإعمار، والعمل الجاد لإنهاء الانقسام الفلسطيني، واستعادة الوحدة الوطنية على أسس مقاومة، ووضع استراتيجية مواجهة شاملة ضد الاحتلال”.

وطالب القمة العربية القادمة باتخاذ قرارات حازمة تلزم الأنظمة العربية بوقف كل أشكال التطبيع والتعاون مع العدو الصهيوني، وتفعيل كافة أدوات الضغط السياسية والاقتصادية، بما في ذلك وقف أي تعاون عسكري أو أمني مع الكيان الصهيوني، وممارسة ضغوط حقيقية لإجبار الاحتلال على وقف عدوانه، ووقف الدعم الأمريكي المفتوح للكيان الغاصب”.

وأكد أن الأمة تمتلك من المقدرات الاقتصادية والسياسية ما يجعلها قادرة على فرض إرادتها، لكن المطلوب هو توظيف هذه المقدرات بفاعلية لصالح فلسطين وقضيتها العادلة، لا أن تبقى رهينة للضغوط الأمريكية والصهيونية”.

وفي ختام تصريحاته، جدّد مزهر التهنئة للأسرى المحررين، مؤكدًا أن “تحرركم اليوم هو خطوة على طريق التحرير الشامل، وأن لحظة لقائنا جميعاً على أرض فلسطين قادمة لا محالة، عندما تتحطم أسوار السجن الأخير، ويعود كل الأسرى إلى بيوتهم وأرضهم أحراراً شامخين، ونرى فلسطين حرة من البحر إلى النهر، وعاصمتها القدس”.

المصدر:بوابة الهدف