كتب يوآف ليمور في صحيفة “إسرائيل اليوم” :

قرر هرتسي هاليفي التنحي منذ فترة، عندما أدرك أن الحكومة بأكملها أصبحت ضده. ومع ظهور تصدعات داخل الجيش، فهم أنه لم يعد هناك مجال للبقاء في منصبه. حتى الأوضاع الأمنية الحرجة لم تعد تبرر استمراره بعد التوصل إلى اتفاق

ونقلا عن صحيفة “يديعوت أحرونوت” – يوسي يهوشع-:

المسؤولية ليست شيئًا يتم توزيعه ولا هي شيء يتم انتزاعه، فهي هناك في اللحظة التي يصل فيها الشخص إلى منصب رفيع حيث يتم اتخاذ قرارات الحياة والموت. وفي حالة رئيس الأركان وقائد القيادة الجنوبية، يتعلق الأمر بعدد كبير من القتلى من الجنود الذين حاولوا التستر على الفشل، وكذلك من الأسرى، الذين لا يزال بعضهم يدفعون الثمن. ثمن لا يمكن تصوره لفشل لا يُصدق. “هرتسي هليفي” و “يارون فينكلمان” قاما بالخطوة المطلوبة، وإن جاءت متأخرة بشكل غير معقول وغير عادل.استقالتهم بعد ما يقرب من 500 يوم من أحداث 7 أكتوبر تسببت في ضرر كبير للجيش، وخاصة للثقة المطلوبة في القيادة العليا، سواء داخل الجيش نفسه أو بين الجمهور الذي لا يزال غير مدرك لما حدث في تلك الليلة واليوم التالي.هاليفي محق في كلامه، لم تكن هناك “خيانة من الداخل”، بل إخفاق لم يكن يتخيله حتى أشد منتقدي هيئة الأركان العامة في أسوأ كوابيسهم. القيادة العليا انهارت تلك الليلة، بدأ ذلك مع هاليفي ورئيس الشاباك رونين بار، مرورًا برئيس شعبة العمليات، وقائد القيادة الجنوبية، ورئيس المنطقة الجنوبية في الشاباك وضابط الاستخبارات القيادي. كل من لم يستقل بعد سيضطر للقيام بذلك، ومن الأفضل أن يكون ذلك الآن وليس بعد عام.من المهم القول بأن اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في غزة ما هو إلا بداية لسد الدين الأخلاقي تجاه الأسرى وعائلاتهم، لكنه أيضًا رمز للخيبة العسكرية.يجب التساؤل أيضًا كيف قبلت “إسرائيل” باتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان دون ضمانات لأمنها في السنوات المقبلة.

أيضا كتبت صحيفة “يديعوت أحرونوت” – ناحوم برنيع-: قرار رئيس الأركان بالإعلان عن موعد تنحيه قبل شهر ونصف جاء نتيجة تأثير الحملة التي يديرها ضده وزير الحرب. أدرك هاليفي أن كاتس سيحرص على نشر أخبار يومية حول التحضيرات التي يقوم بها لاستبدال رئيس الأركان. هكذا يُضحّى بشخص ليصبح كبش فداء أمام القاعدة الشعبية. بدلاً من أن يُجبر على التنحي، اختار التنحي بإرادته.

وكتب الصحفي الصهيوني، يوسي فيرتر في “هآرتس”: آلة التحريض في الحكومة ضد الجيش كانت تعدّ لهذه الحملة منذ فترة طويلة، استقالة هاليفي هي مجرد وقود إضافي لها. حكومة نتنياهو لا تكتفي بالنجاة من الفشل، بل تنجح أيضًا في تحقيق أهدافها، وعلى رأسها تطهير قيادة الجيش وإفشال لجنة التحقيق. الاستقالات ستساعد في تعزيز الرواية التي تُحمّل الجيش وحده المسؤولية.