في ظل الجو المشحون، وترقّب كل العيون، من أين سيكون وإلى ما يرنون، فلقد توعد محور المقاومة بالرد على الكيان، الذي قام بتوسعة المعركة بالخروج من حدودها الأساسية والمستمرة حتى حينه في غزة، وقام باغتيال الشهيد إسماعيل هنية ومرافقه في العاصمة الإيرانية طهران، في مقر ضيافة الزوار الرسميين، واغتيال الشهيد فؤاد شكر وعدد من المدنيين في ضاحية مدينة بيروت، من خلال استهداف مبنى سكني.

سنقوم بتقسيم أنواع الرد بطريقة الاستهداف إلى ثلاثة أشكال:

١- استهداف مدمر

٢- استهداف مذل

٣- استهداف مدمر ومذل

والآن سنقوم باستعراض وتعريف كل من هذه الردود ونعطي على كل استهداف أمثلة.

الاستهداف المدمر: عملية ليس بالضرورة أن تكون نوعية أي بسلاح جديد وذكي، ولكنه حتماً يسبب أضراراً ماديةً واسعة في المنشأة أو الهدف الذي تم استهدافه، ولا يشترط وقوع إصابات بشرية، مثل استهداف المقاومة اللبنانية لأبراج التجسس على حدود الشمال الفلسطيني المحتل.

الاستهداف المذل: هو عملية نوعية تجعل من الاستهداف شعاراً لفشل المستهدَف، وسقوط هيبته، واهتزاز ثقة منتسبيه وبيئته به، وعادةً ما يتسبب بخسائر مادية وبشرية محدودة. مثل مسيّرة يافا اليمنية التي استهدفت مجمعاً في قلب الكيان بمدينة يافا المحتلة “تل أبيب” وعلى بعد أمتار من القنصلية الأمريكية.

الاستهداف المدمر المذل: عملية نوعية مركبة واسعة، توقع ضرراً مادياً وبشرياً ومعنوياً بشكل واسع، فتُسقط صورةَ المستهدَف وتشعره بالعجز أمام واقعه، مثل الهجوم الذي قام به رجال القسام على قيادة لواء غزة وعلى غلاف القطاع في السابع من أكتوبر.

ومن ثم سنستعرض كيفية تعاطي العدو مع كل حالة من حالات الاستهداف منفردةً:

ففي حالة الاستهداف المدمر سيقوم العدو بمقابلته بضربة ويزعم أنها فاقت ما تعرض له، حتى وإن كانت ضربة على أرض فارغة، أو موقع تم إخلاء كل ما فيه مسبقاً، ليظهر بمظهر الرابح بالنقاط، وليترجمها بما يقنع نفسه بأنه ما زال يمسك بزمام الأمور أمام بيئته.

أما في حالة الاستهداف المذل فسيقوم العدو بعملية تحدث ضرراً على صورة البطولات الهوليوودية ليترجمها بنصر داخلي أو لعمل تسوية ما.

وأخيراً؛ في حالة الاستهداف المدمر والمذل سيقوم العدو بمحاولة لملمة ماء وجهه خلال أيام، ليحشد الحشود، ويجمع كل أنواع التعاطف، من خلال صناعة صورة إعلامية ذات طابع درامي، مستخدماً التهويل ودموع التماسيح، ليشن ضربة انتقامية لا تراعي أي مبدأ أخلاقي ولا قانوني ولا إنساني، ويسعى ليبطش بكل شيء دون هوادة، حتى وإن كلفه هذا زواله؛ على مبدأ شمشون الذي هدم المعبد فوق رأسه.

ختاماً يبقى السؤال الذي يسعى الجميع لمعرفة إجابته، أي نوع من الاستهدافات ينتظره العدو في الأيام والساعات القادمة وكيف سيتعاطى معها؟ وهل اقترب اليوم الذي سيهدم فيه المعبد فوق رأسه أم أن الاستهداف سيتكفل بالأمر حينها؟

صلاح الدين حلس_ 🇰🇼 الكويت 🇰🇼