اليوم وبعد أربع مئة وسبع وستون يوما على الطوفان رضخت شياطين هذا الزمان أمام الهزيمة التي حاولو طوال هذه الشهور والأيام لعدم تجرعها، حيث حسمت كتائب القسام المعركة بيوم.. أقصد بأربعة ساعات واليوم شاهدنا العالم كله ينتظر الموافقة من حماس على وقف إطلاق النار، وانتصرت غزة، بعدد لا يتجاوز ألف ونيف من نخبة البشر انتصرت.
أود اليوم أن أروي ما سبق تلك الساعات منذ بزوغ الفكرة ومن ثم التخطيط فالإعداد فتحديد ثانية الصفر فالتنفيذ، الطوفان نتيجة بدأت من قلب سجون الإحتلال حين كان صاحب العصا الشهيد يحيى السنوار أسيراً، نعم كان سليب الحرية المادية خلف القضبان، ولكن كان أكثر أهل الأرض حرية من الناحية الفكرية، قرأ ودرس وراقب وفكَّر وسأل ودقَّق ومن ثم خرج رغماً عن السجان بصفقة وفاء الأحرا “صفقة شاليط” فلم يتكئ ولم يتوقف ولو للحظة عن العمل على ما فكر وقرر، كيف لا وهو اليوم حراً طليقاً فكراً و حِساً.
أوقد ناراً أضاءت قلوباً أطفأتها مساعي “السلام” وجور اللئام وانكفاء ذوي القربى عن دعم شعب أنهكته حصارات وأسقام، نعم ضرب ضربته وكسر لواء غزة بساعات، لواء قوامه أكثر من خمسة عشر ألف مقاتل معد بأحدث أنواع السلاح والآليات ومحصن بأكثر تقنيات الذكاء الإصطناعي والثكنات الضخمة… ما نفعها وقلوبهم هشة!
نعم فقد أغار ألف من رجال الله رجال السنوار بسلاح محمول وبإمكانات غير مكلفة على خمسة عشر ضعفاً مدججين، فجاسوا خلال الديار، وشقوا صفهم ودمروا حصنهم وأسروا قادتهم وسحلوا جندهم.
طوال الأشهر والأيام يحاول الكيان ومن هو معهم وهم معه أن يغسل عاره، صمدت غزة برجالها وبشعبها الجبار وبرجال الله في محور المقاومة حين أعلنوا إسناد غزة منذ الليلة الأولى.
نعم قدمت غزة ومقاومتها وشعبها الغالي والنفيس هي لبنان وسوريا الأسد واليمن والعراق وإيران، فدفعوا جميعا أثماناً كبيرة فقط لأنهم اختاروا الوقوف بجانب الحق ونصرته.
ذهب الذين نحبهم ولكنهم باقون في قلوبنا بعد أن صنعوا صنيعهم الذي لن ننساه، ولكنهم لم يُهزموا، ساندوا غزة وشعبها ومقاومتها حتى تنتصر وتنتصر حماس بشكل خاص كما قال الشهيد السيد حسن نصر الله، فانتصروا جميعا بانتصار غزة وبعد أن تحققت غاية إسنادها.
إلى القائد المناضل الشهيد يحيى السنوار إمسح جبينك من ترابك، لوح بنصرك أنت باقٍ ومعك إخوتك الشهداء السابقون واللاحقون كالشهيد صالح العاروري رفيقك بالأسر وفي الطوفان والشهيد إسماعيل هنية وكل شهدائنا القادة في كل الساحات برفقتك وبرفقة الشهيد السيد حسن نصرالله.. نبارك لأنفسنا لأننا شهدنا أبطالاً وقادة وشرفاء مثلكم ونرجوا الله أن يتقبلكم ويتقبل كل شهدائنا وأن يداوي كل جرحانا وأن يمن على كل الأسرى بالحرية… فغداً ستحل الصاعقة على الكيان و إن غداً لناظره قريب.
صلاح الدين حلس