في خطوة غير مسبوقة، أصدرت محكمة برازيلية أمرًا بالتحقيق مع جندي صهيوني متهم بارتكاب جرائم حرب في غزة، إذ جاء هذا القرار استجابةً لجهود منظمة هند رجب الحقوقية البلجيكية، التي وُصفت بأنها لحظة تاريخية في مجال العدالة الدولية.
وأعلنت منظمة هند رجب أن الجندي، الذي يُقال إنه سائح حاليًا في البرازيل، متهم بالمشاركة في هدم منازل المدنيين في غزة، ضمن حملة وُصفت بأنها إبادة جماعية.وأكدت محامية المنظمة، مايرا بينهيرو، أن هناك أدلة مصورة توثق تورط هذا الجندي في تدمير المنازل ، واستندت المنظمة إلى القانون الجنائي البرازيلي، حيث طالبت المحكمة الفيدرالية باتخاذ إجراءات تحقيقية عاجلة لمنع المشتبه به من الفرار أو التلاعب بالأدلة.
في مواجهة هذه الخطوة، تحركت وزارة الخارجية بدولة الكيان الصهيوني سريعًا لتأمين عودة الجندي، وبحسب “جيروزاليم بوست”، تواصلت الوزارة مع الجندي وعائلته وأمنت مغادرته من البرازيل في الساعات الأولى من صباح اليوم التالي، مؤكدة أن المشتبه به لم يكن ملاحقًا بمذكرة اعتقال رسمية، ما سمح له بمغادرة البلاد دون قيود قانونية.
وذكرت وسائل إعلام العدو أن الجندي الذي صدر بحقه أمر توقيف في البرازيل بتهم تتعلق بارتكاب جرائم حرب في غزة فر قبل اعتقاله وسيعود إلى الكيان اللقيط المؤقت قريبا.
في نفس الإطار وجهت أمهات لجنود صهاينة رسالة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس الأركان هرتسي هاليفي للتحذير من مواجهة الجنود خطر المحاكم الدولية..
وذكرت صحيفة “إسرائيل اليوم” أن منظمة “أم يقظة”، التي تجمع أمهات الجنود قالت في رسالتها لنتنياهو وهاليفي إنه “على الرغم من التحذيرات المتكررة من الخطر القانوني الذي يواجه الجنود من المحاكم الدولية، فإن الحكومة لم تتخذ خطوات كافية لحمايتهم، وأضافت “لقد دفنت الحكومة الإسرائيلية رأسها في الرمال وسمحت لدوامة الفوضى التي أثارها وزراؤها المتطرفون بالخروج عن السيطرة”.
من جانبه، قال زعيم المعارضة “الإسرائيلية” يائير لبيد إن “اضطرار جندي إسرائيلي للفرار من البرازيل لتجنب القبض عليه لأنه قاتل بغزة فشل سياسي هائل لحكومة غير مسؤولة”، وتساءل “كيف وصلنا إلى أن الفلسطينيين أفضل من الحكومة الإسرائيلية على الساحة الدولية؟”.
وتجدر الإشارة إلى أن مؤسسة هند رجب قد تأسست في بلجيكا من قِبل فلسطينيين، وهند رجب التي سميت المؤسسة باسمها هي طفلة تبلغ من العمر 6 سنوات استشهدت بنيران جيش الإرهاب الصهيوني.وتهدف مؤسسة هند إلى السعي لتحقيق العدالة لضحايا الجرائم الصهيونية، وتعمل المؤسسة على رفع دعاوى قضائية ضد جنود الجيش الصهيوني في المحاكم الدولية، مستندة إلى أدلة تنشرها المنظمات الحقوقية.كما تسعى المؤسسة إلى فضح الروايات “الإسرائيلية” التي تعتبرها مضللة، وإبراز معاناة الفلسطينيين تحت الاحتلال.
وحسب قناة i24 في الكيان، يقدرون أن هناك دولة تساعد مؤسسة هند رجب التي تحاول اعتقال جنود إسرائيليين حول العالم. وتمتلك المؤسسة، “التي يرأسها معادون” حسب تعبيرهم، شبكة من الناشطين والمستشارين القانونيين، وهي التي حاولت اعتقال الجندي في البرازيل وكذلك اعتقال إسرائيليين آخرين في الأشهر الأخيرة.
50 شكوى ضد جنود صهاينة في الخارج:
قناة كان – روعي شارون-
يدرك المسؤولون الأمنيون في الكيان تزايد المحاولات لاستهداف جنود جيش الكيان الإسرائيلي في الخارج بشكل قانوني، ويعرفون ذلك بأنه “أسلوب ناجح” من قبل العناصر المعادية التي قد تنجح، كما نشر اليوم (الأحد) في نشرة الأخبار المسائية في قناة كان العبرية. ومع ذلك، فإنه تشير التقديرات إلى أنه لا يوجد في معظم الدول الصديقة في الوقت الحالي خوف فوري وملموس من أوامر الاعتقال الجماعية.
وتظهر البيانات التي يتم الكشف عنها لأول مرة أنه منذ بداية الحرب، تم تقديم حوالي 50 شكوى ضد جنود الاحتياط في الخارج، مع قيام 10 دول بفتح تحقيق، وحتى الآن لم يتم اعتقال جندي واحد.وعلى الرغم من وجود دول تم تعريفها على أنها تمتلك “إمكانات إشكالية”، إلا أنه لم يتم حتى الآن إصدار إرشادات رسمية تحظر السفر إلى دول معينة. لكن هناك إشارة خاصة إلى الحالات الفردية، مثل الجنود ذوي الجنسية المزدوجة – خاصة من دول مثل جنوب أفريقيا – أو الحالات التي تتوفر فيها معلومات استخباراتية عن نية العمل ضد شخص معين.في المنظومة الأمنية، يتم الإبلاغ عن حالات تم فيها تقييم رحلات الخدمة على أنها تنطوي على مخاطر عالية، يوصى بإعادة النظر فيها.
لقد أصبح تقييم المخاطر القانونية جزءاً لا يتجزأ من عملية صنع القرار، كما صدرت توجيهات شاملة للحد من التواجد على الشبكات الاجتماعية.وأعربت مصادر مطلعة على الموضوع عن قلقها من عدم وجود خطة أو نظام احتياطي شامل للتعامل مع الظاهرة. وهذا على الرغم من الجهود الحالية للحد من التعرض والمخاطر القانونية.