بيان مختوم باسم زكريا الزبيدي وجمال حويل وكوادر حركة فتح من داخل السجون.
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى الشعب الفلسطيني العظيم، وإلى أبناء حركة فتح البواسل:
من سجون الاحتلال، نتوجه إليكم بهذه الرسالة الواضحة من قلب المعاناة، ونؤكد على أن موقف حركة فتح لا يستطيع أي شخص أو مجموعة اختطافه و من يحدد موقف الحركة وسياستها هو المجلس الثوري و اللجنة المركزية فقط و نظامها الداخلي من خلال اجتماعاتها المنظمة و المالكة للإرادة ، وهذه الاطر المعنية و التي تُعبر عن إرادة حركة فتح وتوجهاتها و ليس بعض الناطقين الذين تم تعيينهم بطرق ملتوية ، وهذا الاطر المنتخبة يُمنع من عقد جلساتها بانتظام او تعقد تحت سياط الجلاد، بل و يفصل خيرة قادتها دون الرجوع لهم او إلى النظام الداخلي للحركة و الأمثال كثيرة .
أما بالنسبة للفتنة في جنين، وهي صلب هدف هذه الرسالة و التي هي تراكمات لسلوك مقزز و خطط تم حياكتها في بيت ايل و سالم حملها بعض الاشخاص المتنفذين هنا و هناك ، فالأمر ليس متعلقًا فقط بمخيم جنين، او مخيم طولكرم او بلاطة بل هي قضية شاملة تتعلق بالوطن كله .وجود الاحتلال وظلمه المستمر لشعبنا في كل أنحاء الوطن السبب الرئيسي و المحرك لذلك .
الفتنة تحصل و الاحتلال يواصل ارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق أبناء شعبنا في غزة، حيث يتصاعد العدوان بشكل يومي وبلغ ذروته في شمال غزة، مع حرق وقتل وتجويع وتهجير ، ومن واجبنا جميعًا مقاومته بكل الوسائل ، فمن الاولى حماية شعبنا و مواجهة الاستيطان و حرب الابادة في غزة و الضفة ام الركوع لمطالب الاحتلال و أمريكا بلا افق سياسي او حتى اقتصادي .
المشكلة الحقيقية فقدان الامل و غياب أي أفق سياسي في ظل حكومة يمينية إسرائيلية دفنت اتفاقات أوسلو وحطمت كل القوانين الدولية، كما أن الحصار المالي والاقتصادي يقيد شعبنا ويترك الآلاف من العاطلين عن العمل في شوارع فلسطين.المشكلة توجهات الاحتلال يراها شعبنا في تصريحات سموتريتش الذي أعلن نيته إعادة احتلال الضفة الغربية و بدعم كامل من حكومته، ومن فريق ترامب القادم، و ما ضغطهم على السلطة الفلسطينية لانهاء المقاومة في جنين وطولكرم ونابلس وغيرها من المخيمات إلا لتنفيذ هذه الاجندة .و شعبنا يعلم انه في ظل هذه الأوضاع، فإن السلطة عاجزة عن توفير أبسط مقومات الحياة لشعبها، عاجزة و لم تستطيع فعل شي لغزة و عاجزة سياسيا و معلوم صعوبة وضع حتى رؤيا او امل لشعبنا في ظل وجود نتنياهو و زمره، و يلتمس العذر لغياب اي حل اقتصادي و الذي فيه عجز عن دفع الرواتب للموظفين و حتى العجز عن توفير الدواء والماء للمنكوبين في غزة و مخيمات الضفة و مدنها و قراها ، و يصبر على ذلك حتى و ان كان بعضه بسبب سوء الادارة ، و لكن لا عذر لاستباحة الدم و قتل الأخ لأخيه.المعضلة ليست في الفلتان الأمني و الخروج عن القانون لافراد هنا وهناك ، بل في القنبلة الموقوتة و المعروفة و المنتشرة بمؤسسات السلطة و منظمة التحرير معضلة الفلتان الإداري، و التي نجزم انها سبب كل ما يحدث حاليا ، فالوطن يفتقر إلى القانون، إلى الصحة والتعليم، ويعاني من استحواذ مجموعة قليلة على خيرات البلد ووظائفها بينما يغرق باقي الشعب في الفقر و هل سيقتنع الجندي الذي راتبه لا يزيد عن الفّي شيكل بالموت لاجل مسؤول يجلس على كرسي الشعب و ينهب خيراته ، و يقمع اخوانه .…………
المشكلة تكمن أيضًا في الفساد المستشري، في ظل غياب مؤسسات تكافح الفساد و كل الموجود اسماء وهمية بلا فعل على الارض منذ انشائها ، حيث لا يوجد قيادات قدوة او ثقة للشارع تطبق القانون بحزم و قوة ، المشكلة التعينات و الترقيات تتم من خلال عصابات استفحلت و تغولت في تصعيد الفاسدين و غير المؤهلين ، حيث نلاحظ هذه القيادات منذ نشوء السلطة تتبادل المناصب القيادية بين البعض و ابناءهم و اصدقائهم بينما تزداد معاناة الشعب و يُحرم منها اصحاب الكفاءات و التاريخ المشرف ، و نذكر ان هناك اسماء بقيت في مناصبها فترة تجاوزت أعمارنا ، و آخرون تجاوزوا أعمار شبابنا ، و لا فرصة لاحد حتى في لقمة العيش ، لا امل في التغيير و لا شعور مع مطالب الشعب لوقف سرقة البلد ، هؤلاء معظمهم مستشارون الرئيس و هم الخارجون عن القانون و هؤلاء من يقرروا و يصنعوا القرارات ، هؤلاء من يكذبوا و يهاجمون المقاومين ويصفونهم بالخارجين عن القانون ، و هم أنفسهم لب الفلتان و الفساد نهبوا البلاد و استعبدوا العباد وساهموا في إفساد كل ما هو طيب في وطننا ، اعدموا القضاء و دمروا المحاكم و رشوا القضاة ، و هم تجار السلاح و من يحموه ، فهل مطلوب من المقاومين التخلي عن السلاح الذي يمثل شرفهم و كرامتهم و الوسيلة الوحيدة التي بقيت لمواجهة الاحتلال بينما الرئيس ابو مازن غير قادر عن التخلي عن الفاسدين حوّله و الذين بقوا في مواقعهم منذ بداية السلطة هل هذا يهدم السلطة ام المقاومة في ارض الوطن .
إن من قرروا الهجوم على المقاومة في جنين وفي غيرها، بحجة الخارجين عن القانون ، و قفوا عاجزين عند سؤالهم اذكروا اسماء و مخالفات من تلاحقوهم ، و قفوا عاجزين عن قانونية عدم اعتقال و محاكمة الفاسدين ، و قفوا عاجزين لرفع الظلم عن المظلومين ، و كلحت وجوههم لعجزهم عن اقتحامات جيش الاحتلال لحارات وقرى امام مقراتهم و هنا لا نطلب مواجهتهم للاحتلال بامكاناته الضخمة ، بل نطلب جهدهم سياسيا و اعلاميا و المطالبة علنا بذلك لوقفهم من خلال مجلس الامن و دول العالم الراعية لذلك او عليهم التنصل من الاتفاقيات التي يحترمونها من طرف واحد و ليس بالإعلان بل بالممارسة .
من يقودوا الفتنة في جنين ليس لديهم أي دعم فتحاوي او دعم شعبي أو حاضنة فصائلية أو تشريعية ، حتى أهالي المخيم و اهالي جنين وقفوا ضدهم وأعلنوا الإضراب من أجل مقاومة دخولهم إلى المخيم ، فهل يقبل فلسطيني قطع الكهرباء و الماء و التعليم عن شعبنا بايدي فلسطينية و هل اصبحت ممارسات الاحتلال في غزة قدوة لهم ام يسعوا للتغطية عليها .
رغم ملاحظتنا و ملاحظة الكثير من شعبنا على طريقة المقاومة و اساليبها و التي ايضا بحاجة لتطوير و اصلاح بحيث تبتعد عن الاماكن السكنية و تمنع استخدام العبوات بين البيوت و منع اي إطلاق رصاص باتجاه مقرات الامن الفلسطيني و التي فيها اخوة لنا و لهم ، مقابل ان تتوقف اجهزة الامن من ملاحقة و اعتقال المقاومين و ازالة العبوات المزروعة ضد اليات الاحتلال ، نعم المقاومة تحتاج لعلاج و تطوير و هندستها لتخدم السياسة و لكن يمنع منعاً باتا شيطنتها ،او اتهامها ان لها اجندات غير وطنية فمتى كانت اسرائيل اقرب لنا من ايران ، و هل الدول العربية المطبعة و التي تحاصر شعبنا و لا تقدم اي دعم لنا اقرب من ايران ، المقاومة أعلنت انها لا تتبع لا يران و لا غيرها و تتقبل الدعم غير المشروط من اي جهة كانت لخدمة استقلال و تحرر شعبنا .
المشكلة ليست في رجال المقاومة الذين يقاومون الاحتلال و قد يتصرفون بجهل احيانا و يخسروا حياتهم مجاناً في بعض الاحيان ، بل في أولئك الذين اقتنعوا انه سيكون لهم دور بعد القضاء على المقاومة و اقتنعوا من إن الامريكان و الاسرائيليين سيمنحونهم الحُكم و الدولة ، و كيف صدقوهم و هم يحاصرونهم ماليا و اقتصاديا و حتى يمنعون تزويدهم بالسلاح لمواجهة المقاومين ، ندرك ان أهم هدف هو انهاء وجود السلطة لانها نواة الدولة ، و السلطة تنتهي بايدي من يقودوها الان و ليس بسبب المقاومة .
على هذه القيادة الفاشلة ان يدركوا رغم انهم يسيروا في اجندة الاحتلال و التي هدفها فقط الفتنة الداخلية و ترسيخ الانقسام فان الاحتلال لن يسمح لهم في الانتصار ، و لعب اي دور مستقبلي ، و دورهم الان و بهذه الطريقة ليس لان قدراتهم تفوق قدرة الاحتلال بل لان عملهم فيه اراقة دم الثوار بيد الثوار السابقين و ان انهاء الشعب لا يتم إلا إذا السوس نخر داخله .
نحن في فتح ندرك تماما ان كوادرنا الحرة تم استبعادها عن المواقع الهامة مثل رئاسة الحكومة و المالية و سلطة النقد و الاقتصاد و الصحة و التعليم و فقط منحوا بعض الأسماء الانتهازية و اصحاب المصالح مواقع في الأجهزة الامنية لقمع شعبهم و بهذا تسقط فتح و تسقط السلطة و تسقط منظمة التحرير الفلسطينية و هنا مربط الفرس يا شعبنا الحر و يا ابطال الفتح !! فهل فتح ستسمح بذلك !!؟.
الكل يطلب حلول و الحل بسيط و سهل و هو اولا ان تقوم قيادة السلطة بتغيرات جوهرية داخل هيكلها و ادخال كوادر من كل الفصائل بحيث تكون موثوقة و همها الوطن و المصلحة العليا و ليس جيوبهم و مصالهم الشخصية، و نجزم ان هذه الكوادر تملك القدرة للحوار مع المقاومة و العالم و تسطيع ان تغير في خطابها و برنامجها السياسي وفق المصلحة الوطنية ، هذه الكوادر كفيلة بتعبئة افراد الأجهزة الأمنية بعقيدة وطنية راسخة ان الدم الفلسطيني محرم و ان مصلحة الشعب فوق مصلحة المتنفذين، و الرصاص لا يوجه إلا للاحتلال ، الشعب عندها سيلتف حول هذه الكوادر و يحمي توجهاتهم و خاصة عند خروج الفاسدين و العملاء من المشهد، و هذا الكوادر لن تغفل تحقيق العدالة من خلال محاربة الفساد و اعادة هيبة القضاء و اعتقال الخارجين عن القانون من القياديين اولا قبل الوصول للمواطن في المخيم او المدينة ، الشرفاء هم الاغلبية كانوا و ما زالوا بين افراد شعبنا و لكنهم مقموعين تم استبعادهم بخطة مدروسة ، النتيجة يا سادة مطلوب سيادة القانون وتطبيقه على الجميع و امام الجميع وليس سيادة و حُكم الفرد الذي يظن أن الوطن ورثه عن اجداده يوزعه لمن يشاء و كيفما يشاء .لن تنتهي فتح و لن تنكسر إرادة شعبنا، ولن تضعف عزيمتنا في مقاومة الاحتلال وكل من يسانده ، الفهد الأسود و كتائب الأقصى مثال و مقاومة غزة برهان و صمود جنين و طولكرم عبرة و شموخ الخليل و طوباس و نابلس امل الاحرار ، و فتح ثورة و بركان في وجه من يحاول تشويهها و نحن في فتح اعضاء ثوري و اسرى و كوادر نرفض رفضا قاطعا ما تقوم به الأجهزة الامنية و نطالب المقاومة بتقييم عملها و اساليبها و لكن لا نسمح بمصادرة بندقيتها الشريفة الحرة ، اننا نشعر ان ما ينشر من صور لبعض أساليب الشبيحة في سوريا و التي يتعامل بها بعض افراد الأجهزة الامنية عار في جبين الاجهزة و شعبنا و فتح ستحاسب كل هؤلاء و الوقت ليس ببعيد .
اخيرا ندعوا كل حر و شريف لقول كلمة الحق و منع الفتنة و ندرك بإيمان راسخ ان حركة فتح و احرار شعبنا من كل الفصائل مصممة على تحقيق حلمنا في الحرية والكرامة لشعبنا شاء من شاء و ابى من ابى .
و انها ثورة حتى النصر حتى النصر حتى النصر .
اخوانكم زكريا الزبيدي و جمال حويل و بعض كوادر فتح داخل سجون الاحتلال .
التاريخ : 25/12/2024